والَّذين كانوا معه في كربلاء هم الثّلاثة:(عليّ الشَّهيد وعليّ السَّجاد وعبد الله الرضيع)، وهناك مَنْ ذَكَر عليًّا الأصغر، وأنَّ عمره ستَّة أشهر، وأنَّ طريقة قتله تُشابه طريقة قتل عبد الله الرّضيع حيث رُمِيَ بسهم فذبحه ولم يأت به الإمام إلى المعركة، وإنَّما قُتِلَ بين يدي أبيه الحسين وهو في المخيّم.[1]

فالَّذين قُتلوا من الرّضع في رأي هؤلاء اثنان، لكن المذكور في زيارة الناحية هو عبد الله الرَّضيع وأما الثَّاني والَّذي يُسَمَّى بعليّ الأصغر فيبقى في دائرة الاحتمال، وتختلف كلمة المؤرخين حوله.

عليّ بن الحسين الأكبر

هو أكبر أبناء الإمام الحسين عليه السلام، وقد روي عنه أنَّه قَالَ عندما خَرج عليّ الأكبر لقتال القوم:" اللَّهمَّ اشْهَدْ عَلَى هَؤلاءِ القَوْمِ، فَقَدْ بَرَزَ إِلَيْهِم غُلَامٌ أَشْبَهُ النَّاس خَلْقًا وخُلُقًا ومَنْطِقًا برسولك محمَّد، وكنَّا إذا اشْتِقْنَا إلى نبيِّكَ نَظَرْنَا إلى وَجْهِهِ، اللَّهمَّ امْنَعْهُم بَرَكَاتِ

[1] ذكر ابنُ شهر آشوب أنَّ الرضيع المقتول على يد أبيه يوم العاشر اسمه عليٌّ الأصغر، وذكر ذلك أيضاً ابنُ أعثم الكوفي حيث قال:" فبقيَ الحسين فريداً وحيداً وليس معه ثانٍ إلاّ ابنه عليٌّ رضي الله عنه.. وله ابن آخر يُقال له عليٌّ في الرّضاع فتقدّم إلى باب الخيمة فقال: ناولوني ذلك الطفل حتّى أودّعه، فناولوه الصّبيّ فجعل يُقبِّله وهو يقول: يا بنيّ ويلٌ لهؤلاء القوم إذا كان غداً خصمهم جدّك محمّد.. وإذا بسهمٍ قد أقبل حتَّى وقع في لبَّةِ الصبيّ قتله فنزل الحسين رضي الله عنه عن فرسه وحفرَ له بطرف السَّيف ورمَّله بدمه وصلَّى عليه ودفنه".

يُنظر: مناقب آل أبي طالب، لابن شهر آشوب، ج 3 ص 257/ الفتوح، لابن أعثم الكوفي، ج 6 ص 15.