أصحابُ الحسين القُدْوة الحَسَنَة

بقي أن نشير لنقطة مهمة وهي أن تعظيمنا لهؤلاء الأصحاب وذكرنا إياهم لا ينبغي أن يبقى في حدود الجانب النظري من تكريمهم، وإنما له بعد تربوي وأخلاقي يمتد إلى حياتنا، وذلك هو إمكانيّة الاقتداء بأصحاب الحسين عليه السَّلام، فإنه قد يكون أقرب إلى النّفس البشريّة من الاقتداء بالمعصوم!.

وتوضيح ذلك: أن جانب العصمة الموجود في المعصومين عليهم السلام، قد يتخذ ذريعة من قبل البعض لعدم الاقتداء بهم! فإذا قيل للشابة: لماذا لا تقتدينَ في سلوكك بفاطمة الزَّهراء (عليها السَّلام)؟، ولماذا لا تعيشينَ كما عاشت؟ تقول لك: فاطمة الزَّهراء امرأة معصومة مسدَّدة من قبل الله وحركاتها إلهيَّة ربانيَّة، فأين أنا وأين هي؟! فتتذرع بحاجز العصمة، وهكذا حين يقال للرجل: لماذا لا تقتدي بالإمام الحسين عليه السَّلام؟، سيجيبك: إنه عليه السلام إمامٌ معصومٌ مُطهّرٌ من كُلّ رجس ومسدَّد من قبل الله، أنَّى لي أن أقتدي به وأقتفي أثره؟، فيضع حاجز العصمة.