الإمام المهدي من الميلاد إلى الظهور

1/ الوالدة المكرمة والمولد الشريف:

يتفق الإمامية على أن ميلاد الإمام محمد بن الحسن وهو المهدي المنتظر كان يوم النصف من شهر شعبان[1] سنة 255 هـ. ولكنّ هناك اختلافًا في تشخيص هوية والدته المكرمة، وربما يكون هذا أيضًا عائدًا لجهة السرية والخفاء التي ستحيط بكل مسألة الإمام عليه السلام بدءًا من ساعة مولده ومرورًا بوالدته وطفولته المبكرة وانتهاء بشخصه إلى حين غيبته! بل حتى على تحريم ذكر اسمه في بعض الفترات التاريخية. هذه الجهة ستؤثر أيضا على

[1] ) يرى شيعة أهل البيت لما جاء عن أئمتهم عليهم السلام أن لليلة النصف من شهر شعبان فضلا كبيرا، بل يرونها ثانية ليلة القدر، ويقومون بإحيائها عبر أعمال عبادية من الصلاة والدعاء والزيارة كما هو مفصل في كتب الأدعية عندهم.

وأما أتباع مدرسة الخلفاء فباستثناء التوجه السلفي خصوصا والحنبلي عموما والمتأثرين بذلك، والذين لا يرون لها فضلا بل يعدون تخصيصها بأعمال عبادية هو من البدع، يهتم أتباع سائر المذاهب بليلة النصف ويرون لها فضلًا خاصًا ويروون عن النبي صلى الله عليه وآله أحاديث تفيد إن الله يطلع في هذه الليلة على أهل الأرض فيغفر لهم إلا لفئات عاصية خاصة، ويردون تضعيف بعض هذه الأحاديث بأنها في مجموعها يقوي بعضها بعضا لا سيما وأنها وردت في فضائل الأعمال وهي لا يشترط في أسانيدها ما يشترط في غيرها، وألّف بعض فقهائهم كتبا في فضيلتها والأعمال التي تستحب فيها.. ولمن أراد التفصيل يراجع أقوالهم.