نام کتاب : الامام المهدي عدالة منتظرة نویسنده : فوزي آل سيف جلد : 1 صفحه : 84
كذلك يلزم من مقالتهم تلك أن يكون حديث الثقلين الثابت عند المسلمين متخلفا
عن معناه، حيث أثبت أن هناك ثقلين هما العترة والكتاب وأنهما متلازمان في الوجود ولن
يفترقا حتى يردا الحوض على النبي.. وحين كانا لا يفترقان في الوجود فتصور وجود الكتاب
وعدم وجود أحد من العترة وهو الإمام يعني الافتراق.. إذا اعتقدنا أن الإمام غير مولود
وبالتالي غير موجود فمعنى ذلك أنه حصل الافتراق بينهما، وهذا يكذب حديث النبي أنهما
لن يفترقا إلى يوم القيامة!
الرابع:
ما يذكره الشيخ الصدوق اعلى الله مقامه في الاستدلال: وتوضيحه: إن لدينا
من الأحاديث فيما يرتبط بشؤون المهدي أنه يولد وانه يغيب وانه تعتري الناس في وقته
شبهات وان له غيبتين وان بعض أقاربه يسعى لأخذ مكانه والسيطرة على ميراث أبيه.. الخ.
هذه الأحاديث موجودة قبل ميلاد المهدي بنحو مائتي سنة أو تزيد، وقد دونها الرواة عن
الأئمة عليهم السلام ، ولا يمكن أن تكون نحواً من التكهن ثم يكون الواقع على طبقها
تماما، فلم يبق إلا أن تكون إخبارات صادقة عن المعصومين من جهة الوحي. [1]
[1] قال في كمال الدين 1/ 19 «إنَّ الائمّة عليهم السلام قد أخبروا بغيبته عليه السلام ووصفوا كونها لشيعتهم فيما نقل عنهم واستحفظ في الصحّف ودون في الكتب المؤلّفة من قبل أنَّ تقع الغيبة بمائتي سنة أو أقلّ أو أكثر، فليس أحد من أتباع الائمّة عليهم السلام إلّا وقد ذكر ذلك في كثير من كتبه ورواياته ودوّنه في مصنفاته وهي الكتب التي تُعرف بالأصول مدوَّنة مستحفظة عند شيعة آل محمّد عليهم السلام من قبل الغيبة بما ذكرنا من السّنين، وقد أخرجت ما حضرني من الاخبار المسندة في الغيبة في هذا الكتاب في مواضعها، فلا يخلو حال هؤلاء الاتباع المؤلّفين للكتب أن يكونوا علموا الغيب بما وقع الان من الغيبة، فألّفوا ذلك في كتبهم ودوّنوه في مصنّفاتهم من قبل كونها، وهذا محال عند أهل اللّبِّ والتّحصيل، أو أن يكونوا (قد) أسّسوا
في كتبهم الكذب فاتّفق الأمر لهم كما ذكروا وتحقّق كما وضعوا من كذبهم على بعد ديارهم واختلاف آرائهم وتباين أقطارهم ومحالهم، وهذا أيضا محالٌ كسبيل الوجه الاول، فلم يبق في ذلك إلّا أنهم حفظوا عن أئمّتهم المستحفظين للوصيّة عليهم السلام عن رسول الله صلى الله عليه وآله من ذكر الغيبة وصفة كونها في مقام بعد مقام إلى آخر المقامات ما دوَّنوه في كتبهم وألفوه في أصولهم، وبذلك وشبهه فلج الحقُّ وزهق الباطل. إنَّ الباطل
كان زهوقاً».
نام کتاب : الامام المهدي عدالة منتظرة نویسنده : فوزي آل سيف جلد : 1 صفحه : 84