نام کتاب : اميرالمؤمنين الامام علي عليه السلام نویسنده : فوزي آل سيف جلد : 1 صفحه : 11
الإمام علي ما قبل الميلاد إلى الاستشهاد
1 /
عالم ما قبل الميلاد
يخطئ البعض حين
يتصور أن الحياة بجميع مراحلها تبدأ يوم يخرج المرء من بطن أمه وتنتهي حين يدخل
مرة أخرى في جوف التراب.
لقد صحح الدين والأنبياء هذا الخطأ وأخبروا الناس بأن
الحياة كما تسبق الولادة بفترات طويلة، كذلك لا تنتهي بمجرد العودة للتراب.
وتتعدد الإشارات لعالم ما قبل الحياة (البيولوجية)
كما تتكثر النصوص بشأن عالم المعاد والحياة الآخرة. والذي يرتبط بنا في هذه السطور
هو العالم الأول؛ فيأتي أحيانا بعنوان عالم الذر[1]
[1]
()
ما جاء في تفسير (وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِن بَنِي آدَمَ مِن ظُهُورِهِمْ
ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ
ۖ قَالُوا بَلَى ۛ شَهِدْنَا ۛ أَن تَقُولُوا يَوْمَ
الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ) الأعراف: 172 قال
القرطبي في تفسيره: اذكر لهم مع ما سبق من تذكير المواثيق في كتابهم ما أخذت من
المواثيق من العباد يوم الذر؛ وشرع في ذكر الأقوال ومنها : معنى الآية أن الله
تعالى أخرج من ظهور بني آدم بعضهم من بعض. قالوا ومعنى وأشهدهم على أنفسهم ألست
بربكم دلهم بخلقه على توحيده..
وفي
مدرسة أهل البيت يوجد رأيان: الأول/ حين خلق آدم ظهر أبناؤه على صورة الذر إلى آخر
نسل له من البشر " وطبقا لبعض الروايات ظهر هذا الذر أو الذرات من طينة آدم
نفسه " وكان لهذا الذر عقل وشعور كاف للاستماع والخطاب والجواب، فخاطب الله
سبحانه الذر قائلا الست بربكم؟!.فأجاب الذر جميعا: بلى شهدنا. والثاني/ إن المراد
من هذا العالم وهذا العهد هو عالم الاستعداد " والكفاءات "، و "
عهد الفطرة " والتكوين والخلق. فعند خروج أبناء آدم من أصلاب آبائهم إلى
أرحام الأمهات، وهم نطف لا تعدو الذرات الصغار، وهبهم الله الاستعداد لتقبل
الحقيقة التوحيدية.
نام کتاب : اميرالمؤمنين الامام علي عليه السلام نویسنده : فوزي آل سيف جلد : 1 صفحه : 11