نام کتاب : إني فاطمة وأبي محمد نویسنده : فوزي آل سيف جلد : 1 صفحه : 215
لمقادير حتمه، فرأى الأمم فرقا في أديانها، عكفا على نيرانها، عابدة
لأوثانها، منكرة لله مع عرفانها فأنار الله بأبي محمد صلى الله عليه وآله ظلمها، وكشف عن القلوب بهمها[1]، وجلى عن
الأبصار غممها[2]، وقام في الناس بالهداية، فأنقذهم من
الغواية، وبصّرهم من العماية، وهداهم إلى الدين القويم، ودعاهم إلى الطريق
المستقيم. ثم قبضه الله إليه قبض رأفة واختيار، ورغبة وإيثار، فمحمد صلى الله عليه
وآله من تعب هذه الدار في راحة، قد حف بالملائكة
الأبرار، ورضوان الرب الغفار، ومجاورة الملك الجبار، صلى الله على أبي نبيّه،
وأمينه، وخيرته من الخلق وصفيه، والسلام عليه ورحمة الله وبركاته».
ثم التفتت إلى أهل المجلس وقالت: «أنتم عباد الله نصب أمره ونهيه، وحملة
دينه ووحيه، وأمناء الله على أنفسكم، وبلغائه إلى الأمم، زعيم حق له فيكم، وعهد
قدمه إليكم، وبقية استخلفها عليكم: كتاب
الله الناطق، والقرآن الصادق، والنور الساطع، والضياء اللامع، بينة بصائره، منكشفة
سرائره، منجلية ظواهره، مغتبطة به أشياعه، قائدا إلى الرضوان أتباعه، مؤد إلى
النجاة