آمنون، تتربصون بنا الدوائر وتتوكفون الأخبار وتنكصون عند النزال، وتفرون من القتال، فلما اختار الله لنبيه دار أنبيائه، ومأوى أصفيائه، ظهر فيكم حسكة النفاق[1] وسمل[2] جلباب الدين ونطق كاظم الغاوين ونبغ خامل[3] الأقلين وهدر فنيق[4] المبطلين فخطر في عرصاتكم واطلع الشيطان رأسه من مغرزه[5] هاتفا بكم فألفاكم لدعوته مستجيبين، وللغرة فيه ملاحظين، ثم استنهضكم فوجدكم خفافا، وأحمشكم[6]فألفاكم غضابا فوسمتم غير إبلكم ووردتم غير مشربكم هذا والعهد قريب والكلم[7] رحيب، والجرح لما يندمل والرسول لما يقبر، ابتدارا [8] زعمتم خوف الفتنة ( أَلَا فِي الْفِتْنَةِ سَقَطُوا وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمُحِيطَةٌ بِالْكَافِرِينَ)، فهيهات منكم، وكيف بكم، وأني تؤفكون، وكتاب الله بين أظهركم، أموره ظاهرة، وأحكامه زاهرة
[1] عداوته
[2] أصبح خلِقا قديما
[3] ظهر من لا قيمة لهم
[4] الفنيق هو الفحل من الابل، وهدر ارتفع صوته
[5] تشبيه بالقنفذ الذي يخرج رأسه بعد زوال الخوف
[6] استفزكم
[7] الجرح
[8] استباقا.