نام کتاب : إني فاطمة وأبي محمد نویسنده : فوزي آل سيف جلد : 1 صفحه : 244
وعندما نتناول الجانب العبادي في حياة سيدتنا فاطمة، ينبغي أن نلتفت إلى
أنه أحد جوانب الكمال في شخصيتها، وليس الجانب الوحيد. ذلك أن من الممكن أن تجد
عابدا قد اعتزل الناس فهو متفرغ للصلاة والمناجاة والتهجد، لكنه لا يوجد له جهات
كمال أخر. أو تجد عالما محققا قد انقطع للتحقيق والعلم والكتابة والتأليف لكن
عبادته ليست في الدرجة العالية، وهكذا..
إنما الكمال كل الكمال هو أننا أمام امرأة هي زوجة وفي أعلى درجات حسن
التبعل لزوجها حتى قال فيها: «ولقد كنت أنظر إليها فتنجاب عن قلبي الهموم»، وهي أم
لأربعة أولاد قد أنجبتهم بشكل متتال تقريبا بحيث كان بين بعضهم والآخر مقدار الطهر
فقط كما هو المعروف! وهؤلاء يحتاجون في تربيتهم إلى عناية خاصة، وهي فوق ذلك كانت
في أول العمر فقد أنجبت أول أبنائها وهي قبل الحادية عشر من العمر! وزوجها كان في
كثير من الأوقات تحتضنه جبهات القتال وميادين الحرب والتي كان قسم منها بعيدا عن
المدينة المنورة، ويحتاج أن يبقى أياما بعيدا عن زوجته لأجل ذلك.
وكانت إلى ذلك تعيش في شدة وصعوبة، وبالذات في أوائل
نام کتاب : إني فاطمة وأبي محمد نویسنده : فوزي آل سيف جلد : 1 صفحه : 244