مناسك حج النبي في رواية الإمام عن جابر الانصاري:

اشتهرت رواية جابر بن عبد الله الأنصاري، والتي رواها الإمام الباقر عنه ورواها عن الباقر ابنه الإمام الصادق عليهما السلام، ونقلت في مصادر مدرسة الخلفاء بشكل واسع[1]واعتبرت هذه الرواية أهم الروايات في صفة حج النبي، وهي بكل أسانيدها تنتهي إلى الإمام محمد بن علي الباقر عليه السلام.

وبهذا يكون بهذه الرواية وما جاء فيها عن صفة حج النبي بواسطته لا غيره، ذا فضل على الأمة في أن يتوحد فيها أهم عبادة جماعية عامة للمسلمين، ولك أن تتصور لولا مثل هذا التوحيد كيف كان الحج؟ بحيث يطوف بعض مثلا على اليسار وآخرون على اليمين، وبين من يبدأ بالصفا وينتهي بالمروة ومن يعكس الأمر؟ ومن يفيض من عرفات ومن يفيض إليها وهكذا!

وسنذكر بعض الملاحظات بعد نقل هذه الرواية الطويلة ـ نسبيا ـ والرواية الأخرى الشبيهة بها المروية عن الإمام الصادق عليه السلام، بعدها. وسنعتمد النص الذي ذكره ابن أبي شيبة في المصنف، ولا يختلف غيره عنه شيئا مهمًّا:

[1]) فقد نقلها ابن أبي شيبة في المصنف 3/ 334 ومسلم النيشابوري في الصحيح ، ومسند ابن راهويه والدارمي وسنن أبي داود وابن ماجه وغيرهم.