نام کتاب : سيد الجنة الامام الحسن بن علي نویسنده : فوزي آل سيف جلد : 1 صفحه : 48
بخرق ودراهم ولحق بالحجاز، وأسلم شيعته بيد معاوية ودفع الأمر إلى غير
أهله، وأخذ مالا من غير ولائه ولا حله، فإن كان لكم فيها شيء فقد بعتموه وأخذتم
ثمنه»![1].
ولا أجد كلمات تستطيع أن تحيط بمقدار هذا التجني منه على الإمام الحسن عليه السلام، الذي في رأيه باع الخلافة بخرق ودراهم! ولحق بالحجاز!
وأسلم شيعته لمعاوية! وأخذ مالا من غير حِلِّه!.
ولا أرى في ذلك غرابة منه! فإن الذي يقول لمثل الإمام جعفر الصادق وهو يعلم
أنه لم يشارك بني الحسن في حركتهم: «أتدرون لم دعوتكم؟ أردت أن أهدم رباعكم، وأروع
قلوبكم، وأعقر نخلكم، وأترككم بالسراة، لا يقربكم أحد من أهل
[1] الطبري؛
محمد بن جرير(ت ٣١٠هـ): تاريخ الرسل والملوك
٧/٥٧٠؛ كما ذكرنا فإن المنصور العباسي تجاوز كل الخطوط
الحمراء في (نصبه العداء) لعلي وأهل بيته، وقال فيهم كلاما كاذبا لم يقله أشد
أعدائهم الأمويون: «وأما ما فخرت به من علي وسابقته، فقد حضرتْ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله
عليه وسلم الوفاة، فأمر غيره بالصلاة، ثم أخذ
الناس رجلا بعد رجل فلم يأخذوه، وكان في الستة فتركوه كلهم دفعا له عنها، ولم يروا
له حقا فيها، أما عبد الرحمن فقدم عليه عثمان، وقتل عثمان وهو له متهم، وقاتله
طلحة والزبير، وأبى سعد بيعته، وأغلق دونه بابه، ثم بايع معاوية بعده ثم طلبها بكل
وجه وقاتل عليها، وتفرق عنه أصحابه، وشك فيه شيعته قبل الحكومة، ثم حكم حكمين رضي
بهما، وأعطاهما عهده وميثاقه، فاجتمعا على خلعه ثم كان حسن فباعها من معاوية بخرق
ودراهم ولحق بالحجاز، وأسلم شيعته بيد معاوية ودفع الأمر إلى غير أهله، وأخذ مالا
من غير ولائه ولا حله، فإن كان لكم فيها شيء فقد بعتموه وأخذتم ثمنه ثم خرج عمك
حسين بْن علي على ابن مرجانة، فكان الناس معه عليه حتى قتلوه، وأتوا برأسه إليه..
نام کتاب : سيد الجنة الامام الحسن بن علي نویسنده : فوزي آل سيف جلد : 1 صفحه : 48