نام کتاب : سيد العابدين الإمام علي بن الحسين نویسنده : فوزي آل سيف جلد : 1 صفحه : 223
مريض، فسمعت أبي وَهُوَ يقول لأَصْحَابه: أثني
عَلَى اللَّه تبارك وتعالى أحسن الثناء، وأحمده عَلَى السراء والضراء، اللَّهُمَّ
إني أحمدك عَلَى أن أكرمتنا بالنبوة، وعلمتنا القرآن، وفقهتنا فِي الدين، وجعلت
لنا أسماعًا وأبصارًا وأفئدة، ولم تجعلنا من المشركين، أَمَّا بَعْدُ، فإني لا
أعلم أَصْحَابًا أولى وَلا خيرًا من أَصْحَابي، وَلا أهل بيت أبر وَلا أوصل من أهل
بيتي، فجزاكم اللَّه عني جميعا خيرًا، أَلا وإني أظن يومنا من هَؤُلاءِ الأعداء غدًا،
أَلا وإني قَدْ أذنتُ لكم فانطلقوا جميعًا فِي حلٍّ، ليس عَلَيْكُمْ مني ذِمامٌ، وهَذَا
الليل قَدْ غشيكم، فاتخذوه جملا".[1]
وحين انتهى من خطابته فيهم، واستعلم مواقفهم،
وأرخص لهم في الانصراف فلم يفعلوا، كرّ راجعًا إلى خيمته، ولندع الإمام السجاد
عليه السلام يكمل بقية الحادثة حيث يقول: " إني جالسٌ فِي تِلَكَ العشية
الَّتِي قتل أبي صبيحتها، وعمتي زينب عندي تمرضني، إذ اعتزل أبي بأَصْحَابه فِي
خباء لَهُ، وعنده حوي، مولى أبي ذر الْغِفَارِيّ، وَهُوَ يعالج سيفه ويصلحه وأبي
يقول: