نام کتاب : سيد العابدين الإمام علي بن الحسين نویسنده : فوزي آل سيف جلد : 1 صفحه : 65
سيطرة الروم، وقلّ أن تجد كاتبا لم يتعرض إلى هذه
الفكرة عند تأريخه لحياة الإمام عليه السلام.
وهم في ذلك ينطلقون مما جاء في كتاب المحاسن
والمساوئ لابراهيم بن محمد البيهقي الذي ذكر ناقلا عن الكسائي القصة المفصلة
التالية: قال الكسائيّ:[1]دخلت
على الرشيد ذات يوم وهو في إيوانه وبين يديه مال كثير قد شقّ عنه البدر شقّا وأمر
بتفريقه في خدم الخاصّة وبيده درهم تلوح كتابته وهو يتأمّله، وكان كثيرا ما
يحدّثني، فقال: هل علمت من أوّل من سنّ هذه الكتابة في الذهب والفضّة؟ قلت: يا
سيّدي هذا عبد الملك بن مروان. قال: فما كان السبب في ذلك؟ قلت: لا علم لي غير
أنّه أوّل من أحدث هذه الكتابة.
فقال: سأخبرك، كانت القراطيس للروم وكان أكثر من
بمصر نصرانيًا على دين الملك ملك الروم، وكانت تطرّز بالرومية وكان طرازها أبًا وابنًا
وروحًا قدّيسا. فلم يزل كذلك صدر الإسلام كلّه يمضي على ما كان عليه إلى أن ملك عبد
الملك فتنبّه عليه وكان فطنًا، فبينا هو ذات يوم إذ مرّ به قرطاس فنظر إلى طرازه
فأمر أن
[1]) الكسائي
علي بن حمزة الأسدي بالولاء إمام في اللغة والنحو والقراءة من أهل الكوفة توفي سنة
(189 هـ).
نام کتاب : سيد العابدين الإمام علي بن الحسين نویسنده : فوزي آل سيف جلد : 1 صفحه : 65