responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : عالم آل محمد الإمام علي بن موسى الرضا نویسنده : فوزي آل سيف    جلد : 1  صفحه : 222

والمأمون، كما يتفقون على تشيعه العميق في محبتهم والعنيف على أعدائهم. ولم يكتم ذلك حتى عرف عنه أنه يحمل خشبته على ظهره، ينتظر صلبه عليها ثمنا لمواقفه في ولاء آل محمد والبراءة من الظالمين أعدائهم.

وقد فهم بعض المؤرخين والرجاليين ذلك الموقف بشكل خاطئ فحملوه على الهجاء، ووصفوه بأنه سبّاب.[1] ولا ريب أن عبَدة السلاطين لا يمكن أن يفهموا الموقف من الظلم إلا على أنه سباب، ولن يفهموا منه أنه موقف يندرج في مصاديق النهي عن المنكر والفساد!

كان يراد تصويره في وعي المسلمين كالحطيئة الذي كان مشغولا بالهجاء، لعامة الناس يتكسب بذلك ويخيف من لا يعطيه المال، أو في بعض الحالات يعبر عن إحباطاته ونظرته السوداوية للحياة. فليكن دعبل الخزاعي هكذا.. لكنّ الشمس لا يمكن أن تُغطَّى بغربال، فإنه لم ينشغل بهجاء أو سباب الناس وإنما كان لسانه سيفا مسلطا على الخلفاء الظالمين والولاة الفاسدين.؟ «وكذلك كان أبو علي دعبل بن علي الخزاعي يهجو الملوك والخلفاء ولا يكاد يعرض لشاعر إلا ضرورة».[2]

ولم يكن هذا بِدْعا في حياته، وإنما ورثه عن أسرة عرفت في تاريخها بشدة نصرتها لآل محمد وتفانيها في الدفاع عنهم، وهي خزاعة، ومع أنهم ذكروا أن هارون الرشيد عندما سمع شعره ولا سيما قوله:

لا تعجبي يا سلمُ من رجل

ضحك الزمان برأسه فبكى

استقدمه وحاول أن يغدق عليه من المال حتى يكون لسان دعبل وشعره أحد سيوف هارون إلا أن دعبلا لم يكن من باعة الدين، فانفصل عنه سريعا، ولم يمنعه ذلك في أن يقول راثيا أهل بيت النبي وذامًّا الأسرة العباسية وفي طليعتها هارون على ظلمهم..

وليس حيّ من الأحياء نعلمه

من ذي يمان ومن بكر ومن مضر

إلَّا وهم شركاء في دمائهم

كما تشارك أيسار على جزر

قتل وأسر وتحريق ومنهبة

فعل الغزاة بأرض الروم والخزر

أرى أمية معذورين إن قتلوا

ولا أرى لبني العباس من عذر

اربع بطوس على القبر الزكي إذا

ما كنت تربع من دين على وطر


[1] قال عنه ابن حجر العسقلاني في لسان الميزان ٣/‌٤١٩: دعبل بن علي الخزاعي الشاعر المفلق [أبو علي] رافضي بغيض سباب.

[2] الآمدي؛ أبو القاسم: الموازنة بين شعر أبي تمام والبحتري ١/‌١٣.

نام کتاب : عالم آل محمد الإمام علي بن موسى الرضا نویسنده : فوزي آل سيف    جلد : 1  صفحه : 222
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست