ويظهر من المحدث النوري كما نقل عنه تلميذه الشيخ عباس القمي التفصيل بين الكاتب والكتاب، وقال : إن المحدث النوري « قد ذكره في كتاب نفس الرحمن و ذكر بعض الأخبار الغريبة و بعض مقالات باطلة عنه ، ثمّ قال في كتابه : كيف يمكن التّعويل على متفرداته . نعم ، كتاب الهداية المنسوب إليه في غاية المتانة و الإتقان لم نر فيه ما ينافي المذهب ، و قد نقل عنه و عن كتابه هذا الأجلاء من المحدّثين».[1]

والذي ننتهي إليه أن الناظر إلى كتابه الهداية، يجد فيه من روايات الفضائل والكرامات ما يتفرد به ولا يوجد في كتب أخر، ورواة هذه الفضائل خصوصا من يروي عنهم مباشرة أو بواسطة ليس لهم ذكر في كتب الرجال.

الثالثة: إن الرواية (بنصوصها المتعددة) هي متقاربة من حيث الزمان وبالتالي فإننا نعتقد أن مصدرها واحدا وهو الشلمغاني والشلمغاني هذا يرويها عن شخص قال إنه الثقة وليس اسمه معروفا!. فمؤلف كتاب الأوصياء وهو الشلمغاني قتل في سنة (320 هـ) والمسعودي في إثبات الوصية توفي سنة ( 346 هـ) والخصيبي توفي سنة ( 358) تختلف من حيث الاتقان والدقة،

[1] ) القمي؛ الشيخ عباس: الفوائد الرضوية في أحوال علماء المذهب الجعفرية ١/٢٣٧.