نام کتاب : والد المهدي الامام العسكري نویسنده : فوزي آل سيف جلد : 1 صفحه : 25
فقام
بعضهم ففتش ثيابه فوجد فيها القصة يذكرنا فيها بكل عظيمة»![1]
ـ
أصبحت « خلافة الله ومقام رسول الله» في هذه الفترة من تاريخ الأمة، أشبه بلعبة
الكرة بل هي أشبه منها بلعبة القمار، فرابحها أمس خاسرها اليوم، وسجينها أمس هو
سجانها اليوم! ولذلك لا غرابة أن تكون مدد هؤلاء « الخلفاء» تسعة أشهر ـ كحمل
المرأة الطفل في بطنها ـ أو سنتين وثلاث وهكذا. والصراع يكون صريحًا هنا على
المال، وإن كان في السابق ليس بهذه الصراحة، فالأتراك يثورون ضد المعتز لأنهم
يريدون الأموال، وهو بالصراحة يتضرع لأمه زوجة المتوكل أن تعطيه شيئًا مما عندها
من الأموال الطائلة التي جلبت من المسلمين من ضياعهم ومزارعهم ومن غير المسلمين من
فتوحات أراضيهم، وهي تعادل ميزانية دولة، لكنها ترفض ذلك، حتى ينقلب الأتراك
العسكريون على ابنها ويعزلوه ثم يقتلوه! ويأتي الدور إليها لتجرَّد مما حازته من
بيت مال المسلمين[2]على
يد هؤلاء العسكر.
[1]) إعلام
الورى بأعلام الهدى، ج ٢، الشيخ الطبرسي، ص ١٤٠
[2]) ذكر ابن الأثير في الكامل في التاريخ 6/ 259 في أحداث سنة 249 «أن المستعين أطلق
يد والدته ويد أتامش وشاهك الخادم في بيوت الأموال، وأباحهم فعل ما أرادوا، فكانت
الأموال التي ترد من الآفاق يصير معظمها إلى هؤلاء الثلاثة... وما يفضل من هؤلاء
الثلاثة يأخذه أتامش للعباس بن المستعين فيصرفه في نفقاته.
وذكروا
أنه حينما خرج المستعين من سامراء وبويع للمعتز سنة 252 ه خلّف في بيت المال
بسامراء نحو خمسائة ألف دينار، وفي بيت مال أم المستعين ألف ألف دينار، وفي بيت
المال العباس ابنه ستمائة ألف دينار.
وفي
أحداث سنة 255 ه ذكروا أنه ظُفِر لقبيحة اُمّ المعتز وزوجة المتوكل بعد خلع
المعتز وقتله، بخزائن تحت الأرض فيها أموال كثيرة، ومن جملتها دار تحت الأرض وجدوا
فيها ألف ألف دينار وثلاثمائة ألف دينار، ووجدوا في سفط قدر مكوك زمرد لم ير الناس
مثله، وفي سفط آخر مقدار مكوك من اللؤلؤ الكبار، وفي سفط آخر مقدار كليجة من
الياقوت الأحمر الذي لم يوجد مثله، فقوّمت الأسفاط بالفي ألف دينار..».
نام کتاب : والد المهدي الامام العسكري نویسنده : فوزي آل سيف جلد : 1 صفحه : 25