ونحن لا نشك أن الله سبحانه وتعالى قد أقدر أولياءه لإكمال مهماتهم في حفظ الدين ونشر أحكامه، على بعض الجوانب الغيبية، وبطريق الإعجاز، ولكن بعض تلك التفاصيل الواردة في هذه الرواية تشير إلى جزء من أعمال الإمام عليه السلام وأدواره في توجيه أصحابه ومن خلالهم نشر ذلك إلى عموم شيعته.

فمع أنه يمكن أن تفسَّر الحادثة تفسيرًا عاديًّا، بأن يقال بأن الإمام عليه السلام كان يقنع حراسه أو يؤثر عليهم بما يمتلك من وسائل التأثير والإقناع، فيفتحون له الأبواب ليذهب ويرجع! إلّا أننا لسنا مضطرين لهذا الافتراض البعيد نسبيًّا، لا سيما مع تشديد السلطة الحراسةَ، وتغييرهم للحراس كل خمسة أيام، وتوعد الحراس بالعقوبة بعد وصيتهم بمراقبة الإمام وملاحظته.

خصوصًا وأن الإمام عليه السلام كان يعين لهم الوقت والمكان من ليالٍ سابقة، وكان هذا يحصل منه مِرارا متعددة كما تفيده الرواية وصيغة « كان يبعث إلى أصحابه..».

هذه الرواية لا يوجد فيها ما يشير إلى زمان أحداثها، وهل أن هذا السجن تم في أوائل إمامة الإمام عليه السلام أو في أيام المعتمد؟ ومتى حصل ذلك؟ وكم استغرق هذا السجن من حياته الشريفة.