وجلّ: أيها العبد الكريم المواسي لأخيه: أنا أولى بالكرم منك، اجعلوا له يا ملائكتي في الجنان بعدد كل حرف علمه ألف ألف قصر وضموا إليها ما يليق بها من سائر النعيم».[1]

د/ ونرى التركيز واضحًا في هذه الأحاديث على دور العالم العارف بطريق أهل البيت، والقائم بمسؤوليته في هداية أتباعهم وإنقاذهم من ظلمة الجهل، فهذا المعنى نفسه نراه في أحاديث الإمام العسكري عن سائر الأئمة فعنه عليه السلام أيضًا ناقلًا عن جده الإمام محمد بن علي الباقر عليه السلام:« العالم كمن معه شمعة تضيء للناس، فكل من أبصر بشمعته دعا بخير، كذلك العالم معه شمعة تزيل ظلمة الجهل والحيرة، فكل من أضاءت له فخرج بها من حيرة أو نجا بها من جهل فهو من عتقائه من النار..»[2].

ويبين الإمام العسكري عن الإمام الصادق أن علماء الشيعة هم في حالة جهاد ورباط على الثغر الأعظم وفي الخط المقدم للجبهة مع أهم أعداء المؤمن وهو ابليس وجنده، وهو في ذلك أفضل من الجهاد العسكري ضد الأعداء الظاهريين، وسبب ذلك

[1]) نفس الصفحة والمصدر.

[2] ) عطاردي: مسند الإمام العسكري ( ع ) ص ٦٣.