الإمام العسكري عن جده الإمام الرضا عليهما السلام أنه: « يقال للعابد يوم القيامة: » نعم الرجل كنت همتك ذات نفسك وكفيت مؤنتك فادخل الجنة. ألا إن الفقيه من أفاض على الناس خيره وأنقذهم من أعدائهم ووفر عليهم نعم جنان الله تعالى وحصل لهم رضوان الله تعالى، ويقال للفقيه: « يا أيها الكافل لأيتام آل محمد الهادي لضعفاء محبيهم ومواليهم قف حتى تشفع لكل من أخذ عنك أو تعلم منك »، فيقف فيدخل الجنة معه فئامًا وفئامًا وفئامًا [1]- حتى قال عشرا - وهم الذين أخذوا عنه علومه وأخذوا عمن أخذ عنه وعمن أخذ عمن أخذ عنه إلى يوم القيامة، فانظروا كم صرف ما بين المنزلتين»[2].

وينقل عن جده الإمام محمد بن علي الجواد عليهما السلام بأن فضل هؤلاء الفقهاء على سائر العباد « كفضل القمر ليلة البدر على أخفى كوكب في السماء ».

وهذه المنازل والمقامات التي تحصل للعالم الفقيه لأنه لو لم يكن موجودا ويمارس مسؤولياته التبليغية لما بقي أحد إلا ارتد عن دين الله، وفي هذا ما يجيب على كثير من تشكيكات الخطوط

[1]) فئام: جماعة.

[2]) الطبرسي: الاحتجاج ١/٩.