responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : التحقيق في كلمات القرآن الكريم نویسنده : المصطفوي، حسن    جلد : 1  صفحه : 15

جملات: فيقتضى حكمته و إتقانه أن يختار ما هو الحقيقة و يستعمل ما هو أدلّ على المراد، فيعرّف المنظور على ما هو عليه من الخصوصيّات و الدقائق و اللطائف.

فانّ التسامح و عدم الدقّة في استعمال الكلمة في موضعه و مورده الحقّ و مقامه الصحيح: يوجب محو ما فيه من اللطف و الخصوصيّة الفارقة، فينحرف الحقّ عن مقامه، و يختلط الحق بالباطل، و يشتبه المراد على العبيد، و يوجب الضلال و الخسران و الغواية.

ففي هذه الصورة: لا يزيد القرآن إلّا مزيد ريب و ضلال، و لا ينتج إلّا توارد الاشكال و الاعتراض، فيستدلّ كلّ قوم على ما يريده بتأويله، و يتمسّك كلّ فرقة باطلة على طبق رأيه بتفسيره، و ليس هذا إلّا إغراء بالجهل. و لا يثمر إلّا إسقاط القرآن عن الإحكام و الحجّيّة.

فظهر أنّ كلّ كلمة في القرآن الكريم: إنّما استعملت في معناها الحقيقيّ، و يراد منها هو المدلول الحقّ الأصيل ليس إلّا.

الخامس- و بهذا تنكشف حقيقة إعجاز القرآن المجيد

: فانّ استعمال الألفاظ على هذا النحو خارج عن عهدة البشر و قدرته، لعدم إمكان إحاطته و حضوره و علمه بالجزئيّات علما حضوريّا و احاطة فعليّة، حتّى يأتى بكلّ كلمة في موردها و يستعمل كلّ جملة في مقامها الحقيقيّ، من دون تجوّز- راجع قرأ، سور.

هذا من جهة الألفاظ، و كذلك في بيان الحقائق و المعارف الإلهيّة، و تبيين ما يرتبط بالأخلاقيّات و تهذيب النفس، و في جعل الأحكام و التكاليف المتعلّقة بالوظائف و الأعمال البدنيّة.

فهو تعالى محيط و عالم و حكيم و مدبّر بالاحاطة الحضوريّة الفعليّة بجميع أرقام الكلمات و بكلّ المعاني و المعارف و الحقائق، فيضع كلّ كلمة في موردها الّذي اقتضته، و لا يصحّ تبديلها و تغييرها عنه، و هكذا في المعاني.

و الى هذه الحقيقة يرجع كلّ ما ذكروه في موضوع إعجاز القرآن.

نام کتاب : التحقيق في كلمات القرآن الكريم نویسنده : المصطفوي، حسن    جلد : 1  صفحه : 15
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست