بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله ربّ العالمين والصلاة والسلام على خير خلقه وأشرف بريته محمد وآله الطاهرين ولعنة الله على أعدائهم أجمعين من الآن إلى قيام يوم الدين آمين يا ربّ العالمين.
فبعد ولمّا بلغ درسنا وبحثنا في خارج الفقه إلى ختام الوضوء من الطهارة فقد استدعى عدةٌ من فضلاء درسنا من تغير موضوع البحث فاستثير الخبر حتى صار الأمر هو ما بين يديك من البحث في اقتصاد الإسلام من الزكاة والخمس فصممّت وشرعت بحول الله وقوته أن شرعنا في يوم السبت لسبعة مضت من شهر شوال من سنة تسعة وأربعمائة بعد الألف من الهجرة القمرية 22/2/1368 شمسي. قال المحقق قدس الله سره: كتاب الزكاة وفيه قسمان:
الأول: في زكاة المال والنظر فيمن تجب عليه وما يجب فيه ومن تصرف إليه.
وأعلم أن ما يمكن أن يقع البحث حول ثلاث عناوين أحدها في أصل الزكاة وما يتعلق بها من دون نظير إلى كونها زكاة مال أو فطرة.
وثانيها: هو التوجه إلى خصوص زكاة المال.
وثالثها: إلى الفطرة.
فالمسائل المطروحة هنا تعبر عن ثلاث:
الأولى: فيما يتعلق بأصلها وهي أمور:
الامور التى يتعلق بأصل الزكاة
الأول: في بيان معنى الزكاة من حيث اللغة، والشرع.
فأما الأول: فقد ذكر لها في كتب اللغة معان متعددة أشهرها اثنان وهما الطهارة والنمو والزيادة كما تدّل عليه ورودها في القرآن بهذين المعنيين كما تشهد بالمعنى الأوّل في الآية الواردة في سورة الكهف قوله تعالى:{/... أَ قَتَلْتَ نَفْساً