زَكِيَّةً.../}[1]، وفي سورة الشمس: قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكََّاهََا[2]، وفي سورة الجمعة وغيرها:... وَ يُزَكِّيهِمْ...[3]، بل استعمالها بهذا المعنى في القرآن والأخبار أكثر من الآخر لاسيّما في الأوّل فيهما.
ويشهد للمعنى الثاني هو قوله تعالى في سورة البقرة:...ذََلِكُمْ أَزْكىََ لَكُمْ وَ أَطْهَرُ...[4] بناء على جهة كون التأسيس أولى من التأكيد لذا الطهارة قد ذكرت بالصراحة فلولا أن المقصود من أزكى هو هذا يوجب التأكيد هذا كما في الجواهر والحدائق إلا أنه يمكن أن يقال هنا بأن يكون المراد منه هو الطهارة أيضاً إلا أنه نبوع خاص أرشد وأعلى بأن يكون التأكيد هنا طبعاً لإفهام مراتب ذلك ويكف كان استعمالها بهذا المعنى لو لم يكن في القرآن كثيراً تجده في الأخبار والروايات متظافرة.
وأمّا استعمالها في غيرها من العمل الصالح كما ادّعاه الشهيد والآخوند والصلاح كما في بعض كتب اللغة مثل المنجد وغيره فغير بعيد إن قلنا لمجازته وإلا إثبات الحقيقة في كل واحد منها مشكل جداً هذا حالها بحسب اللغة.
وأمّا بحسب الشرع: فقد اختلف تعريفها اختلافاً شديداً يبلغ من ستة إلى أزيد لا فائدة مهمة في ذكرها بعدما كان أصل المعرّف معروفاً ومعلوماً لاسيّما مع التوجه إلى أن هذه المعاني لا تكون إلا مسّيراً إلى جهة من جهات ذلك الشيء وليس بحقيقة معناها والظاهر كون أحسن التعاريف هي عبارة عن حق أوجبه الشارع على مال معين نصاب معين ابتداءً ومقدار مشخص أي يكون مقدار نفس الحق مضبوطاً في كل مورد بحسب أصل الشرع.