والعلم بها يستدعي بيان أربعة أركان:
الركن الأوّل: في المقدّماتك
الركن الأول: في مقدّمات الصلاة
لا يخفى عليك أنّ اصطلاح الأصحاب قد جرى - تبعاً للشيخ في «المبسوط» - من تسمية الأجزاء بالمقارنات والشروط التي يجب إحرازها قبل الصلاة من باب المقدّمة. والمراد من المقدّمة هنا هي التي تتقدّم على الماهية، ويكون وجه تقدّمها بأحد الأوجه الثلاثة:
أمّا لتوقّف فهم الماهيّة وتصوّرها عليها، كمعرفة أقسامها وكمياتها من الأعداد.
أو لاشتراطها بها، كالطهارة والوقت والقبلة والستر ونظائرها.
وأمّا لكونها من مكمّلاتها السابقة عليها، كالأذان والإقامة، ولذلك يذكرونها قبل المقارنات.
فمقدّمات الصلاة، عبارة عن الأمور التي يجب أو يستحب تحصيلها قبل الصلاة، كالطهارة، ومعرفة الوقت ومنها معرفة أعداد الصلاة، لأنّها أيضاً من الاُمور التي ينبغي الإلتفات إليها قبل الشروع فيها.
وكيف كان، فالمقدّمات سبع، ومنها الطهارة، ولكنّها لكثرة أحكامها وعظم البحث عنها استحقّت أن يبحث عنها على نحو مستقلّ، ولذا أفردوها عن مقدّمات الصلاة، وجعلوها كتاباً مستقلّاً برأسه، وقد مضى البحث عنه خلال كتاب الطهارة بحمد اللََّه ومنّه.
وبقى من المقدّمات ستّةٌ، وهي: