إلى أنّ قال: «قال اللََّه تعالى لنبيّه صلى الله عليه و آله، وكانت الأمم السالفة قد فرضت عليهم خمسين صلاة في خمسين وقتاً، وهي من الآصار التي كانت عليهم، فرفعتها عنهم وجعلتها خمساً في خمسة أوقات، وهي إحدى وخمسون ركعة، وجعلت لهم أجر خمسين صلاة» الخبر[1].
و (الآصار) هي جمع (الإصر) الذي ورد ذكره في سورة البقرة في قوله تعالى: وَ لاََ تَحْمِلْ عَلَيْنََا إِصْراً كَمََا حَمَلْتَهُ عَلَى اَلَّذِينَ مِنْ قَبْلِنََا[2].
فتصير المسألة واضحة، من أنّ التخفيف كان عناية في عناية وكرامة في كرامة ولطفاً ومحبّة من اللََّه لخاتم أنبيائه محمّد بن عبداللََّه صلى الله عليه و آله، وكيف لا يكون كذلك مع أنّ وجوده صلى الله عليه و آله رحمة للعالمين كما هو صريح القرآن المجيد، حيث نصّ على ذلك سبحانه وتعالى بقوله: وَ مََا أَرْسَلْنََاكَ إِلاََّ رَحْمَةً لِلْعََالَمِينَ[3]، ولذلك صارت الأمّة خير الأُمم، بنص الكتاب في قوله تعالى: كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنََّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَ تَنْهَوْنَ عَنِ اَلْمُنْكَرِ[4].
وقد عرفت مضامين أحاديث عديدة كان بعضها معتبراً من حيث السند - كرواية علي بن إبراهيم في «تفسيره» - علاوة على إمكان دعوى التواتر أو الاستفاضة المعنوية من حيث وحدة المطلب والمضمون في هذه الأخبار للدلالة على ذلك، فتوهّم عدّ هذا الأمر من أقاويل العامّة مدفوعٌ، ولذلك ترى تلقي