نام کتاب : أصفياء لله حول الإمام الحسين عليه السلام نویسنده : فوزي آل سيف جلد : 1 صفحه : 129
ونحتمل أن ذلك راجع في قسم منه
إلى أن خروج الإمام الحسين عليه السلام من المدينة إلى مكة، لم تسبقه دعوة منه إلى
خروج جميع الهاشميين معه، وهو ليس كما حصل في مكة حيث أعلن دعوته لعموم من سمعها (ألا
ومن كان باذلا فينا مهجته وموطنا على لقاء الله نفسه فليرحل معنا فإني راحل).[1]وقد يضاف إلى ذلك أن بعض أبناء
الإمام الحسن قد أصبحوا في بيئة أخرى غير البيئة الهاشمية على أثر تزوج أمهاتهم (زوجات
الإمام) بأشخاص آخرين! فإن مرور عشر سنوات على شهادة الإمام الحسن عليه السلام،
كانت كفيلة بأن تتزوج من كانت من نسائه كما أثبت ذلك المؤرخون، ومع تلك الزيجات
كان الأبناء بطبيعة الحال مع أمهاتهم، يعيشون بيئة أخرى.
أما الذين بقوا في نفس البيئة
الهاشمية، كما نقل عن أم إسحاق بنت طلحة حيث تزوجها الإمام الحسين عليه السلام،
وهكذا أم القاسم بن الحسن وعبد الله وأبي بكر الشهيدين وهي أم ولد تعرف برملة، وقد
سماها سبط بن الجوزي بُقيلة[2]فإن هؤلاء كما يظهر بقوا ضمن هذه
البيئة فكان من الطبيعي أن يخرجوا مع الإمام عليه السلام، بل قيل في خصوص القاسم
أنه كان لصيقا بعمه الحسين عليهما السلام.
بالطبع هذا ليس شيئا نهائيا ولا
معادلة رياضية لا تتخلف وإنما هو بالإضافة إلى أمور أخر، عوامل مساعدة.
[1]) نثر
الدر في المحاضرات، منصور بن الحسين الآبي ج ١/ ٢٢٨.
[2]) مرآة الزمان في تواريخ الأعيان لسبط ابن الجوزي 7/ 135.
نام کتاب : أصفياء لله حول الإمام الحسين عليه السلام نویسنده : فوزي آل سيف جلد : 1 صفحه : 129