responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أصفياء لله حول الإمام الحسين عليه السلام نویسنده : فوزي آل سيف    جلد : 1  صفحه : 150

وانتهى الأمر بقرار الإمام الحسين أن يتقدم الأنصار للقتال. فكان ذلك.

ولما تفانى الأنصار صارت النوبة على آل أبي طالب، فأول من برز منهم للقتال عليٌّ الأكبر عليه السَّلام، حيث جاء إلى أبيه مستأذِنًا في القتال، فلمَّا رآه الحسين أرخى لعينيه العنان بالدَّموع، وسالت دموع الحسين على خدّه، وقرأ هذه الآية:(إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى آدَمَ وَنُوحًا وَآلَ إِبْرَاهِيمَ وَآلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ ^ ذُرِّيَّةً بَعْضُهَا مِن بَعْضٍ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ(.[1]

تلاوة الإمام الحسين عليه السَّلام لهذه الآية وتطبيقها في هذا الموقف على عليّ الأكبر، تشير إلى معنى أنّ عليًا عليه السلام كأنه من جملة مَنِ اصطفاهم الله تعالى في هذه الأسرة النَّبويَّة المباركة بنحوٍ من الاصطفاء، بالطبع لا يصل ذلك الاصطفاء إلى درجة العصمة، ولَمَّا رأى عليٌّ الأكبر أنَّ عين أبيه قد دمعت، عرف أنَّ هذا نوع إذن بالخروج للقتال، وحين انطلق عليّ الأكبر إلى الميدان قاتل القوم قتال الأبطال، وذكر بعضُ المؤرخين أنَّه قتل ثمانين فارسًا وراجلًا. ويظهر من كلمات مرة بن منقذ العبدي أن عليًّا عليه السلام كان قد فعل الأفاعيل في الجيش الأموي وهو الأمر الذي استثاره بحيث قال " إن مر بي يفعل مثل مَا كَانَ يفعل إن لم أثكله أباه، فمر يشد عَلَى الناس بسيفه" فهو يشد على الناس (أي الجيش بأكمله) وهو (يفعل ما كان يفعل) وبلا شك لن يكون فعله الرأفة بهم وإنما تمزيقهم!


[1] سورة آل عمران آية: 33 – 34.

نام کتاب : أصفياء لله حول الإمام الحسين عليه السلام نویسنده : فوزي آل سيف    جلد : 1  صفحه : 150
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست