نام کتاب : أصفياء لله حول الإمام الحسين عليه السلام نویسنده : فوزي آل سيف جلد : 1 صفحه : 149
رب
العالمين، يَا أبت، جعلت فداك! ممَّ حمدت اللَّه واسترجعت؟ قَالَ: يَا بني، إني
خفقت برأسي خفقة فعن لي فارس عَلَى فرس فَقَالَ: القوم يسيرون والمنايا تسري
إِلَيْهِم، فعلمت أنها أنفسنا نعيت إلينا، قَالَ لَهُ: يَا أبتِ لا أراك اللَّه
سوءًا، ألسنا عَلَى الحق! [قَالَ: بلى والذي إِلَيْهِ مرجع العباد، قَالَ: يَا
أبت، إذا لا نبالي، نموت محقين، فَقَالَ لَهُ: جزاك اللَّه من ولد خير مَا جزى
ولدا عن والده"[1]
الشهيد
الأول من الطالبيين
بالفعل
فقد كان السابق إلى النزال والمبادر إلى القتال، وقد نص على ذلك أكثر من ذكره، فقد
ذكره الطبري بهذا الاعتبار فقال:« وَكَانَ أول قتيل من بني أبي طالب يَوْمَئِذٍ علي
الأكبر بن الْحُسَيْن بن علي، وأمه لَيْلَى ابنة أبي مرة بن عروة بن مسعود
الثقفي"[2]
وذلك أنه بعد ما حسم الإمام الحسين عليه
السَّلام الأمر بين الأنصار وآل أبي طالب، في أنَّه من الَّذي يتقدّم إلى المعركة؟،
وكان كلٌّ من الطرفين يريد المبادرة، وقد أشرنا إليه سابقًا، فالطالبيون يرون أنهم
هم الأولى بالتقدم لأنهم أصحاب الحمل الثقيل ومنهم ينتظر الدفاع الأكبر في هذا
اليوم فلا يليق بهم التأخر، بينما كان الأنصار يرون أنه لا يصح منهم التأخر بحيث
ينظرون إلى سادتهم من أهل البيت يقتلون وهم ينتظرون! فإنما قدموا من أجل الدفاع عن
الدين وعن عترة الرسول فكيف يليق بهم التأخر عنهم؟