نام کتاب : أصفياء لله حول الإمام الحسين عليه السلام نویسنده : فوزي آل سيف جلد : 1 صفحه : 17
الانصراف والذّهاب ورفع عنهم
المسؤوليّة الشرعيّة والأدبية ومع ذلك ثبتوا. هذه المواقف وأمثالها تجعل أصحاب
الحسين (عليه السَّلام) خيراً وأفضل. وينطبق هذا الكلام أيضاً على أصحاب أمير
المؤمنين وأصحاب الحسن عليهما السَّلام، وأفضليّتهم عليهم راجعة إلى الوجوه الَّتي
ذكرناها.
أصحاب
الحسين لا يُحْدِثون أَمْرًا إلا بإذنه
وممَّا يكشف عن أفضليّة أصحاب
الحسين عليه السَّلام أنّهم لم يُخالفوا الحسين عليه السَّلام ولم يتقدموه في شيء
أبدًا، في حين أنَّ أصحاب رسول الله فعلوا ذلك، في مواضع متعددة في حياته كما
تشير لذلك سورة الجمعة والحجرات والكثير من الروايات التي يبدأها صلوات الله عليه
بقوله " ما بال أقوام.."، بل حتى بعد مماته، ويكفيك في هذا ما ذكر في
الحديث المشهور "إنَّك لا تدري ما أحدثوا بعدك".[1]
وأمَّا أصحاب الحسين عليه
السلام فمع حماسهم الشديد لنصرته إلا أنهم كانوا لا يتقدمون أمره ويكفيك ما قاله
حبيب بن مظاهر الأسديّ ليلة العاشر: "واللهِ
لولا انْتِظَارُ أَمْرِهِ لَعَاجَلْتُهُم بسَيْفِي هَذهِ اللَّيْلَة".[2]