responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أصفياء لله حول الإمام الحسين عليه السلام نویسنده : فوزي آل سيف    جلد : 1  صفحه : 186

يوجد أمامه قيود تحجز حركته، وأنَّ الإنسان الحرّ - في زعم هؤلاء- إذا أراد شيئًا فعله، فحين يُقال له: لماذا تفعل هذا الشَّيء؟ يقول: أنا حرّ، خصوصًا إذا كان الفعل مرتبطًا بماله أو شهوته.

هذا المفهوم للحريَّة هو عين العبوديّة المبغوضة، فهذه ليست حريّة بل استعباد من قبل الشَّهوات لهذا الإنسان، فشهوة الأكل تستعبده وتقوده فيتوجّه للأكل دون أن يتحرَّى الحلال والحرام، وكذلك شهوة الجنس يخضع لها ويكون عبدًا مأمورًا لهذه الشَّهوة فتراه ينجرف وراء الأفلام الخليعة والعلاقات المحرَّمة ويمارس شهوته الجنسيَّة خارج القانون الشَّرعي، و لكنَّه لو تأمَّل نفسه لوَجَدَ أنَّه عبدٌ خاضع لشهواته، وليست هذه حريَّة، ونُقِلَ في الحديث عن النَّبيّ (صلَّى الله عليه وآله) أنَّه قال: "تَعِسَ عبدُ الدِّينَار وعبدُ الدِّرْهم، وعبد الخَمِيْصَة، وعبد القَطِيْفَة إِنْ أُعْطِي رَضِيَ وإِنْ لم يُعْطَ لم يَرْضَ"[1]، فالَّذي يخضع لشهواته هو عبد لمتعدّدينَ وليس لواحدٍ هو عبدٌ لشهوة الجنس وعبدٌ لشهوة البطن وعبدٌ لشهوة حبّ المال وحبّ الذّات، بالنسبة له فَرْجهُ إِلَهٌ، وبطنه إِلَهٌ، وماله ربٌّ.

وإنما يكون الإنسان حرًّا حين ينجو من كلّ الضّغوط ويكون خاضعًا لله تعالى الّذي خلقه حرًّا.

ومن هذه الحريّة تتفرّع التّوبة فإنَّ الإنسان الحر حين يُذنب لا يجد نفسه أسيرًا للتمادي في المعصية، وإنما يجد في نفسه الحرية


[1] صحيح البخاري، ج ٣ ص ٢٢٣.

نام کتاب : أصفياء لله حول الإمام الحسين عليه السلام نویسنده : فوزي آل سيف    جلد : 1  صفحه : 186
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست