نام کتاب : أصفياء لله حول الإمام الحسين عليه السلام نویسنده : فوزي آل سيف جلد : 1 صفحه : 211
الموقف يرى أنَّ أبلغَ شيءٍ
يُتَمَثَّلُ به لكي يعطي المعنى المطلوب هو هذا الشّعر، وهذا عند العرب كثيرٌ
جدًّا فإذا أراد أحدٌ أن يعبّر عن شيءٍ معيّن بحيث يكون بليغًا مؤدّيًا للمعنى
المطلوب يستخدم قول غيره ويتمثَّل به، وهذا ليس ببعيد أنَّ قسمًا من أبطال كربلاء
استخدموا كلمات غيرهم لبيان ما في أنفسهم، فمثلا حين أُريدُ أن أُعبّر عن قوّة
انتمائي للحسين أتمثّل بهذا القول:" أَمِيْري حُسَيْنٌ وَنِعْمَ
الأَمِيْر"، مع أنَّه ليس لي ولكنّي أراه أفضل ما يعبّر عمَّا في داخلي،
فلعلَّ زهير بن القين سمع مَنْ قبله قد قَالَ رَجَزًا قويًّا، من الممكن أنَّه
أعاده على سبيل التَّمَثُّل.
كما أن خطبته في مقابل جيش عمر
بن سعد لتبين بوضوح اعتقاداته وأفكاره حيث روى المؤرخون:
«خرج إلينا زهير بن قين عَلَى فرس
لَهُ ذَنوب[1]، شاك فِي السلاح، فَقَالَ:
يَا أَهْلَ الْكُوفَةِ، نذارِ لكم من عذاب اللَّه نذارِ! إن حقا عَلَى المسلم
نصيحة أخيه المسلم، ونحن حَتَّى الآن إخوة، وعلى دين واحد وملة واحدة، مَا لم يقع
بيننا وبينكم السيف، وَأَنْتُمْ للنصيحة منا أهل، فإذا وقع السيف انقطعت العصمة،
وكنا أمة وَأَنْتُمْ أمة، إن اللَّه قَدِ ابتلانا وإياكم بذرية نبيه محمد لينظر مَا
نحن وَأَنْتُمْ عاملون، إنا ندعوكم إِلَى نصرهم وخذلان الطاغية عُبَيْد اللَّهِ بن
زياد، فإنكم لا تدركون منهما إلا بسوء عمر سلطانهما كله، ليسملان أعينكم، ويقطعان
أيديكم وأرجلكم، ويمثلان بكم،