القرينة الخامسة: الرَّجز الَّذي قاله زهير بن القين يوم عاشوراء وهو:

أَقْـدِم حُسَيْناً هَادِياً مَهْدِيّا الْيَوْمَ أَلْـــقَى جَـــــــــــدَّكَ النَّبِيّا

ثُمَّ أبَـــــاك ذا النَّدى عليّا وذَا الجنَاحَيْنِ الشَّهيدَ الحيَّا[1]

وظاهرة الرَّجز في معسكر الإمام الحسين (عليه السَّلام) كانت ظاهرة واضحة، بخلاف المعسكر الأمويّ الَّذي لا يملك شيئاً ليفخر به، وبذلك يُنقل عن زهير بن القين هذا الرَّجز الَّذي عبَّر عنه بعضهم بأنَّ المؤرخين اشتبهوا في نسبته لزهير وهو ليس له إنَّما هو لشخص آخر وهذا احتمال، و لكن هناك احتمال آخر أقرب وهو أنَّه لا يُوْجَد اشتباه وإنَّما هو تَـمَثُّلٌ فإنَّ الشَّخص حينما يُريد إيصال معنى ويجدُ قولاً بليغاً هو أقوى في إيصاله لهذا المعنى فإنَّه يتمثَّل به، حيث كان من ضمن الأشعار الَّتي تمثَّل بها الإمام الحسين (عليه السَّلام) هو قول الشَّاعر:

فَإِنْ نَهزِم فَهَزَّامونَ قِدْمًا وَإِنْ نُغْلَب فَغِيْر مُغَلَّبيْنَا

وَمَا إِنْ طِبّنا جُبْنٌ ولَكِن مـَــنَايَانَـا وَدَوْلـــــةُ آخرينَا[2]

فهذا الشّعر ليس للحسين(عليه السَّلام)، ولكنَّ الحسين في ذلك

[1] نُسِبَ هذا الرّجز في كُتِب المقاتل والسّير للحجّاج بن مسروق الجعفي، يُنظر: كتاب الفتوح، لابن أعثم الكوفي،ج ٥ ص١٠٩/ مناقب آل أبي طالب، لابن شهر آشوب، ج ٣ ص ٢٥٢ / لواعج الأشجان، للسيد محسن الأمين ص ١٦٤ / بحار الأنوار، للمجلسي، ج ٤٥ ص ٢٥.

[2] هذا قائله فروة بن مسيك المرادي، يُنظر: الاحتجاج، ص ٣٠٠، المناقب لابن شهرآشوب ج4 ص ١١٠، بحار الأنوار ج ٤٥ ص ٨٣.