نام کتاب : أصفياء لله حول الإمام الحسين عليه السلام نویسنده : فوزي آل سيف جلد : 1 صفحه : 209
ثمَّ انصرفت، فأتاه زهير بن
القين، فما لبث أن جاء مستبشرًا قد أشرق وجهه، فأمر بفسطاطه وثقله ورحله ومتاعه
فقُوِّض وحمل إلى الحسين (عليه السَّلام)، ثمَّ قال لامرأته: الحقي بأهلك، فإنِّي
لا أحبُّ أن يصيبك بسببي إلا خَيْر"[1]،
يتأكّد لنا من خلال نمط هذا الحديث وهذه الثَّقافة استحالة أن يكون زهير بن القين
عثمانيَّ الهوى وأن تبقى معه زوجته وفي تمام الانسجام والموائمة كُلّ هذه الفترة
إلى قريب شهادته.
القرينة الثَّالثة: موقف زهير بن
القين عندما قال له عَزْرَة بن قيس:" يا زهير ما كُنْتَ عندنا مِنْ شِيْعَةِ
أهل هذا البَيْتِ إنَّما كُنْتَ عُثْمَانيًّا"، لم ينفِ زهير ذلك ولم يعتبر هذا صحيحًا بل قال له:" أَفَلَسْتَ
تستدلّ بموقفي هذا أنّي منهم"، أي: أليس موقفي هذا دليلًا على أنّي علويّ
الاتجاه وأنَّني منهم، وكفى بذلك دلالة وصدقًا، ولو كان الأمرُ صحيحًا بكونه عثمانيَّ
الهوى لقَال: نعم كنتُ عثمانيًّا ولكنّي أصبحتُ عَلَويًّا، كما فعل الحرّ
الرّياحي.
القرينة الرَّابعة: ما نُقل عن
زُهَيْر بن القين من الكلام البديع بتضحياته في سبيل الله وفي سبيل نُصرة الإمام
الحسين (عليه السَّلام) حيث قال: "واللهِ لوددتُ أنَّي قُتِلْتُ ثمَّ
نُشِرْتُ ثمَّ قُتِلْتُ حتَّى أُقْتَلَ هكذا ألفَ مرَّة، وأنَّ اللهَ تعالى
يَدْفَعُ بذلك القَتْلَ عَنْ نَفْسِكَ، وعَنْ أَنْفُسِ هَؤلاءِ الفِتْيَان مِنْ
أَهْلِ بَيْتِكَ"[2].