القرون الثلاثة الأولى كانت ستخضع ـ أو تراعي ـ سياسات الدولتين الأموية والعباسية، ولا ريب أن هذه السياسات لن تكون راضية عن تدوين سير العلويين، وآل أبي طالب الذين كانوا محسوبين على المعارضة. وستجد في تسجيل فتوحات و(أمجاد) الحاكمين وأسلافهم ما يشغلها عن تأريخ سير آل علي والطالبيين.

الثَّالث: قد يكون قصر المدَّة الَّتي عاشها أبو الفضل العباس (عليه السَّلام) مع الإمامين الحسن والحسين والتي لم تكن طويلة من بعد مرحلة البلوغ فهو قد عاش بعد بلوغه مع الإمام الحسن عليه السلام حوالي تسع سنوات ومع الحسين تسع عشرة سنة إذا قلنا إنَّ ولادته كانت سنة (26) للهجرة كما هو المشهور بين المؤلّفين في سيرته.

وعلى أيّ حالٍ؛ فمع أنَّنا لا نجد في كُتُب التَّاريخ تفاصيل عن سيرته تتناسب مع وزن العبَّاس ومنزلته، ولكن ما جاء عن المعصومين في شأنه يمكِّننا أن نعرف جوانب من عظمة منزلته كقول الإمام زين العابدين (عليه السَّلام) الآنف الذكر. وسنذكر هنا ما يساعد في التعرف على شخصيته.

ولادته

هناك قولان في ولادة أبي الفضل العبَّاس(عليه السَّلام):

القول المشهور أنه ولد سنة (26) للهجرة ؛ وبناءً على هذا القول يكون عمره يوم شهادته أربعًا وثلاثين سنة تقريباً[1].

[1]) وهو الموافق لما جاء في كتب الأنساب، كما في سر السلسلة العلوية 89:" وقتل وله أربع وثلاثون سنة".