نام کتاب : الامام المهدي عدالة منتظرة نویسنده : فوزي آل سيف جلد : 1 صفحه : 169
الثالثة: السعي لتحقيق المجتمع الذي اراده صاحب العصر والزمانعجل الله تعالى فرجه الشريف
إن انتظار الفرَج لا يعني التوقف السلبي عن ممارسة مسؤوليات الاصلاح، وإنما
هو تهيئة الأمور لقدوم صاحب الفرَج. إن من ينتظر ضيفاً لا يصح له أن يقف على قارعة
الطريق واضعا يده على خده، وإنما يهيأ المنزل لقدومه ويرتب أمور الضيافة حتى إذا جاء
يكون كل شيء جاهزا، وأما لو ترك ذلك واكتفى بالنظر إلى نهاية الشارع ليرى ضيفه فقط،
فهو يكون محط الملامة والعتاب، وينسب إلى التقصير في شأن ضيفه.
والفلّاح الذي ينتظر نزول المطر بعد شهرين مثلا، لا يصح منه أن يلاحظ تصرم
الليالي والأيام بعنوان أنه منتظِر للمطر وإنما يجب أن يهيأ أرضه ويحرثها وينظم سواقيها،
ثم يبذر البذور المناسبة حتى إذا جاء المطر المنتظَر على أرضه {اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ
وَأَنْبَتَتْ مِنْ كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ}.[1]
إن المنتظِر الحقيقي هو من يعمل لتهيئة الأرض للإمام الحجة، ويعد العدة
لاستقبال هذا المنتظَر العظيم والقادم الكبير. المؤمن يسعى في بناء مجتمع نعت الله
أهله في كتابه فقال: (صَفًّا كَأَنَّهُمْ