نام کتاب : الامام المهدي عدالة منتظرة نویسنده : فوزي آل سيف جلد : 1 صفحه : 86
جهة قيل للسائلين والمشككين إن قضية الإمامة شأنها كشأن النبوة في أن التعيين
هو من الله سبحانه وفي النبوة آتى الله عيسى ويحيى الكتاب صبيين[1].هذا
وقد كانت نبوة عيسى مستأنفة وهي في نظر الناس لا ريب أهم من الإمامة، والتي هي امتداد
لنبوة!
وكذلك من الناحية العملية، فقد تمت البرهنة أيام الإمام الجواد عليه السلام
، أن الإمام لا يراد منه الطول والعرض وإنما يراد منه العلم والمعرفة، والتفوق فيهما،
فلسنا في حلبة مصارعة حتى يراد جسم كبير وعضلات، وإنما يراد في هذا (أَئِمَّةً يَهْدُونَ
بِأَمْرِنَا) وهذا حاصل، وهلم الميدان. وقد جربوا (امتحان) الإمام الجواد من قبل (أكبر)
علمائهم[2] فإذا بهذا الأكبر غارق في شبر ماء
ألقاه إليه الإمام من مسائله {فَوَقَعَ الْحَقُّ وَبَطَلَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ^
فَغُلِبُوا هُنَالِكَ وَانْقَلَبُوا صَاغِرِينَ}[3].
هذا ولم يبعد العهد بين الزمانين إذ الفاصلة بين شهادة الإمام الجواد وإمامة المهدي
لا تتجاوز 35 سنة!
ومن أجل هذا ـ نعتقد ـ قال الإمام علي الرضا في حق ابنه الإمام
[1] في سورة مريم آية 12 {يَا يَحْيَى خُذِ الْكِتَابَ بِقُوَّةٍ وَآتَيْنَاهُ الْحُكْمَ صَبِيًّا} وفي آية 29 و30 في شأن عيسى {فَأَشَارَتْ إِلَيْهِ قَالُوا كَيْفَ نُكَلِّمُ مَنْ كَانَ فِي الْمَهْدِ صَبِيًّا^ قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آتَانِيَ الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيًّا}.
[2] مناظرة القاضي يحيى بن أكثم مع الإمام الجواد مشهورة ومعروفة.