نام کتاب : امام الاسلام جعفر بن محمد الصادق نویسنده : فوزي آل سيف جلد : 1 صفحه : 109
وهذا يعني أن الذين أخذوا العلم مباشرة عن الإمام
ويجلسون في مسجد الكوفة، هم هذا العدد، فإذا انضم إليهم من يحدث في سائر المساجد
ومن يروي عنه بالواسطة فكم سيكون العدد؟ وما هو مقدار التأثير العلمي الذي خلفه
الإمام في المجتمع الكوفي؟
إن قسما منه يشير إليه ما ذكره الشيخ المفيد في
الإرشاد حيث قال:" نقل الناس عن الصادق عليه السلام من العلوم ما سارت به
الركبان ، وانتشر ذكره في البلدان ، ولم ينقل عن أحد من أهل بيته العلماء ما نقل
عنه ، ولا لقي أحد منهم من أهل الآثار ونقلة الأخبار ولا نقلوا عنهم كما نقلوا عن
أبي عبد اللّه ، فإنّ أصحاب الحديث قد جمعوا أسماء الرواة عنه من الثقات على
اختلافهم في الآراء والمقالات ، فكانوا أربعة آلاف رجل".[1]
ولعل ما سبق يفسر لنا كيف تحولت الكوفة التي كانت
لنصف قرن قبل هذه الحادثة تجيش الجيوش لقتال الإمام الحسين عليه السلام، فإذا بها
تصبح بلدًا تم اختياره من بين البلاد كما روي عن أبي عبد الله الصادق عليه السلام
قال : « إن الله اختار من جميع البلاد الكوفة وقم وتفليس" ويصبح " أهل
الكوفة أوتادنا ، وأهل هذا السواد منّا ونحن منهم »[2]ويخاطب
جماعة من أهل الكوفة بـ " أنه ليس