نام کتاب : امام الاسلام جعفر بن محمد الصادق نویسنده : فوزي آل سيف جلد : 1 صفحه : 153
بالأمس سوقة فليس تتمهد هيبتنا عندهم إلا بنسيان
العفو..)[1].
وبالفعل فقد أغرقوا نزعا في القمع وطاشت سهامهم فيه، حتى لقد ترحم الناس على أيام
بني أمية ـ مع قسوتها ـ لما رأوا الأشد قسوة في أيام بني العباس.
وكان النصيب الأوفر من ذلك القمع والعنف على أهل
البيت وأتباعهم وشيعة علي بن أبي طالب. وقد ذكرنا في بحث سابق عن سياسة المنصور
وما صنع تجاه أمير المؤمنين علي عليه السلام كشخص ، ومنهجه ومذهبه وفقهه ..
ومن الطبيعي مع هذه الحال أن يكون موقف الإمام الصادق
عليه السلام سلبيا تجاه هذه الحركة.
الثالث : كان موقف الإمام الصادق عليه السلام من
(الدعوة ) التي صارت عباسية، واضحا منذ البداية وحتى قبل أن تحسم الأمور بالكامل
لهم، فإنه قد رد كل الدعوات التي وجهت إليه، ليكون (قائدها) أو إمامها أو غير ذلك.
وسواء كانت تلك الدعوات صادقة ساذجة أو كانت ماكرة خبيثة فإن الإمام عليه السلام
قد ردها بوضوح ورفض الدخول فيها.
[1]
) تاريخ الإسلام للذهبي - ت بشار4/ 110: قَالَ عَبْد الصمد بْن
علي للمنصور: لقد هجمت بالعقوبة حَتَّى كأنك لم تسمع بالعفو! قَالَ: لأن بني أمية
لم تُبْلَ رمَمُهُم، وآل أَبِي طالب لم تُغْمَد سيوفهم، ونحن بين قوم قد رأونا أمس
سوُقة، واليوم خلفاء، فليس تتمهد هيبتنا في صدورهم إلا بنسيان العفو!
نام کتاب : امام الاسلام جعفر بن محمد الصادق نویسنده : فوزي آل سيف جلد : 1 صفحه : 153