نام کتاب : امام الاسلام جعفر بن محمد الصادق نویسنده : فوزي آل سيف جلد : 1 صفحه : 155
واستمر هذا الموقف من تلك الحركة وزعمائها الذين
أصبحوا خلفاء، إلى ما بعد توليهم فكان يبتعد عنهم ولا يخالطهم ولا يضفي عليهم
شرعية بحضوره الطوعي معهم والتزام مجالسهم، بل ربما أصحر بموقفه ذلك كما نقل عنه
جوابه للمنصور العباسي عندما كتب " إلى جعفر بن محمد عليه السلام: لِمَ لا
تغشانا كما يغشانا سائر الناس؟ فأجابه: ليس لنا ما نخافك من أجله ولا عندك من أمر
الآخرة ما نرجوك له ! ولا أنت في نعمة فنهنيك ولا تراها نقمة فنعزيك بها فما نصنع
عندك؟ قال: فكتب اليه تصحبنا لتنصحنا فأجابه عليه السلام من أراد الدنيا لا ينصحك ومن
أراد الآخرة لا يصحبك ".[1]
ملاحظات جامعة :
1/ إن الذهاب إلى أصل الثورة في الوضع السياسي،
وأنها الأصل الأصيل في كل عمل، وهو ما كان عليه المذهب الزيدي قديما حيث كان قد اشترط
القيام بالسيف ( ومعنى ذلك الثورة المسلحة ) هو شرط للإمامة، وما هو عليه الآن لدى
قسم من الحركات الإسلامية وهو ما نعتقد أنه ـ في القسم المبالغ فيه ـ هو تسريب من
الحركات اليسارية التي نشطت في العالم العربي خصوصا والعالم الإسلامي عموما، من
خمسينات القرن الماضي فصاعدا وربما ساعد على ذلك أن
[1]
) جامع أحاديث الشيعة، ج ١٧، السيد البروجردي، ص
٢٨٠
نام کتاب : امام الاسلام جعفر بن محمد الصادق نویسنده : فوزي آل سيف جلد : 1 صفحه : 155