نام کتاب : امام الاسلام جعفر بن محمد الصادق نویسنده : فوزي آل سيف جلد : 1 صفحه : 223
وإذا كان الجدال العقيم الذي لا يهدف الوصول إلى
العلم مرفوضا وغير محبذ، و(ما أراد الله بقوم شراً إلاّ ابتلاهم بالجدل)، فإن
النقاش العلمي، والدفاع عن العقيدة، والاحتجاج لها أمر مطلوب، وهو أحد مصاديق
(ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ
وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ). ولعل هذا أحد أسباب تشجيع الأئمة عليهم
السلام لأصحابهم الكفوئين، للنقاش والدفاع عن ثقافة أهل البيت.
وكان متنوع المواهب فكما ناقش أبا حنيفة مرارا وتفوق
عليه، كذلك ناقش ابن أبي العوجاء في الإيمان والالحاد وفاقه، وإذا استعصى عليه شيء
كان يستعين بأجوبة إمامه الصادق عليه السلام ، كما ناظر ابن أبي خدرة الخارجي
وأعجزه، وناقش السيد الحميري فجعله من أتباع جعفر بن محمد الصادق[1]
بعدما كان كيسانيًّا، وهكذا.
وكان في كل ذلك قوي الحجة سريع البديهة ظريف الجواب،
فقد لقيه خارجيّ ( وقيل أنه شهر سيفه عليه) فقال: ما أفارقك أو تبرأ من عليّ،
فقال: أنا من عليّ ومن عثمان بريء. يريد أنه من عليّ، وأنه بريء من عثمان![2]