نام کتاب : امام الاسلام جعفر بن محمد الصادق نویسنده : فوزي آل سيف جلد : 1 صفحه : 222
الطاق، ذلك أنه لاحاه قوم في درهم، فقالوا: إنه أصيل،
وقال: إنه ستوق أي مزيف وبينما أجمع أولئك على صحة الدرهم أصر ابن النعمان على أنه
مزيف، وبعد الفحص تبين صحة كلامه وبطلان كلامهم، الأمر الذي حيرهم وأدهشهم فسموه
شيطان الطاق (أي طاق المحامل حيث يعمل)، وفي العقائد كذلك فقد تفوق عدداً من
المرات على منافسه أبي حنيفة فسماه بشيطان الطاق.
ولمعرفة الإمام الصادق عليه السلام باستيعاب مؤمن
الطاق لمعالم الشريعة، وتفوقه فيها، وفنه في إدارة الحوار مع مخالفيه في العقيدة،
لذلك فإنه قد سمح له بأن يدخل في الحوار كيف ومع من شاء وبينما منع الإمام آخرين
من هذا الأمر، نظراً لعدم كفاية قدرتهم على مواجهة الخصوم مما يحسب آنئذٍ على أصل
المذهب.
فعن أبي خالد الكابلي قال رأيت أبا جعفر صاحب الطاق
وهو جالس في المسجد وأهل المدينة قطعوا إزاره، وهو دائب يجيبهم ويسألونه، فدنوت
منه وقلت: إن أبا عبد الله نهانا عن الكلام، فقال: أوَ أمرك أن تقول لي؟!. فقلت:
لا ولكنه أمرني أن لا أكلم أحداً.
قال: فاذهب وأطعه فيما أمرك. فدخلت على أبي عبد الله
فأخبرته بقصة صاحب الطاق فتبسم أبو عبد الله وقال: يا أبا خالد إن صاحب الطاق
يكلّم الناس فيطير وينقض وأنت إن قصوك لن تطير.
نام کتاب : امام الاسلام جعفر بن محمد الصادق نویسنده : فوزي آل سيف جلد : 1 صفحه : 222