نام کتاب : امام الاسلام جعفر بن محمد الصادق نویسنده : فوزي آل سيف جلد : 1 صفحه : 225
والإفشاء، كما سيأتي في ذكره للآية المباركة. بل صعّد
من الذم إلى حد أنه جعل مذيع سرهم كالشاهر بسيفه عليهم .
ـ وأكّد على ضرورة النظر إلى خواتم الأمور ونتائجها
وتجنب الاكتفاء بالنظر لمظاهر الأمور وقوادمها، فقد يكون ظاهر الأمر سيئا ولكن
نتيجته حسنة كما قص القرآن الكريم قصة الخضر مع النبي موسى عليهما السلام، وكما
حصل مع الإمام الحسن المجتبى عليه السلام في انتقاد بعض أصحابه للصلح.[1]
ـ ولمقاومة صفة الإذاعة وإفشاء السر فقد ركز الإمام ـ
بل الأئمة ـ على أهمية التقية إلى حد أنها وصفت بأنها دينه ودين آبائه، بل بأنه لولا
التقية لما عبد الله ! ولكيلا لا يستنكر البعض هذا المعنى ويستعظمونه، فإن أسهل
تفسير لها أنه لولا أن الأنبياء مارسوا الحكمة مع قومهم لما نجحت دعوتهم وما عبد
الله، وأن النبي المصطفى صلى الله عليه وآله، لولا أنه بدأ دعوته سرا وبالتقية
والحكمة، لكان الكفار يقتلونه ليومه فلا يكون هناك عبادة لله.
ـ وللقضاء على صفة الإذاعة والإفشاء السيئة في النفس
الإنسانية، لا بد من اجتناب منافذها المتعددة ومنها : المراء، والجدال ،
[1] ) لتفصيل النتائج المهمة التي ترتبت على اتخاذ قرار الصلح الحسني
راجع كتابنا: سيد الجنة الإمام الحسن المجتبى.
نام کتاب : امام الاسلام جعفر بن محمد الصادق نویسنده : فوزي آل سيف جلد : 1 صفحه : 225