نام کتاب : امام الاسلام جعفر بن محمد الصادق نویسنده : فوزي آل سيف جلد : 1 صفحه : 232
أراد بعبد خيرا طيب روحه فلا يسمع معروفا إلا عرفه
ولا منكرا إلا أنكره ، ثم قذف الله في قلبه كلمة يجمع بها أمره . يابن النعمان إن
أردت أن يصفو لك ود أخيك فلا تمازحنَّه ولا تمارينَّه ولا تباهينَّه ولا تشارنَّه
ولا تطلع صديقك من سرك إلا على ما لو اطلع عليه عدوك لم يضرك . فإن الصديق قد يكون
عدوك يومًا .
يا بن النعمان لا يكون العبد مؤمنا حتى يكون فيه ثلاث
سنن : سنة من الله وسنة من رسوله وسنة من الإمام ، فأما السنة من الله جل وعز فهو
أن يكون كتوما للأسرار يقول الله جل ذكره : (عَالِمُ الْغَيْبِ فَلَا يُظْهِرُ
عَلَى غَيْبِهِ أَحَدًا)[1]
وأما التي من رسول الله صلى الله عليه وآله فهو أن يداري الناس ويعاملهم بالأخلاق
الحنيفية ، وأما التي من الإمام فالصبر في البأساء والضراء حتى يأتيه الله بالفرج
.
يا بن النعمان ليست البلاغة بحدة اللسان ولا بكثرة
الهذيان ولكنها إصابة المعنى وقصد الحجة. يا بن النعمان من قعد إلى ساب أولياء
الله فقد عصى الله . ومن كظم غيظا فينا لا يقدر على إمضائه كان معنا في السنام
الاعلى. ومن استفتح نهاره بإذاعة سرنا سلط الله عليه حر الحديد وضيق المحابس .
يا بن النعمان لا تطلب العلم لثلاث : لترائي به . ولا
لتباهي به .