نام کتاب : امام الاسلام جعفر بن محمد الصادق نویسنده : فوزي آل سيف جلد : 1 صفحه : 240
نص وصيته لعبد الله بن جندب
روي أنه عليه السلام قال : يا عبد الله لقد نصب إبليس
حبائله في دار الغرور فما يقصد فيها إلا أولياءنا ولقد حلت الآخرة في أعينهم حتى
ما يريدون بها بدلا . ثم قال : آه آه على قلوب حشيت نورا وإنما كانت الدنيا عندهم
بمنزلة الشجاع الأرقم (الأفعى ) والعدو الأعجم ، أنسوا بالله واستوحشوا مما به
استأنس المترفون ، أولئك أوليائي حقا وبهم تكشف كل فتنة وترفع كل بلية .
يا بن جندب حق على كل مسلم يعرفنا أن يعرض عمله في كل
يوم وليلة على نفسه فيكون محاسب نفسه ، فإن رأى حسنة استزاد منها . وإن رأى سيئة
استغفر منها لئلا يخزى يوم القيامة . طوبى لعبد لم يغبط الخاطئين على ما أوتوا من
نعيم الدنيا وزهرتها طوبى لعبد طلب الآخرة وسعى لها ، طوبى لمن لم تلهه الأماني
الكاذبة .
ثم قال عليه السلام : رحم الله قوما كانوا سراجا
ومنارا ، كانوا دعاة إلينا بأعمالهم ومجهود طاقتهم ، ليس كمن يذيع أسرارنا .
يا بن جندب إنما المؤمنون الذين يخافون الله ويشفقون
أن يسلبوا ما أعطوا من الهدى ، فإذا ذكروا الله ونعماءه وجلوا وأشفقوا . وإذا تليت
عليهم آياته زادتهم إيمانا مما أظهره من نفاذ قدرته . وعلى ربهم يتوكلون .
نام کتاب : امام الاسلام جعفر بن محمد الصادق نویسنده : فوزي آل سيف جلد : 1 صفحه : 240