نام کتاب : امام الاسلام جعفر بن محمد الصادق نویسنده : فوزي آل سيف جلد : 1 صفحه : 244
إلا بيقين . ولا يقين إلا بالخشوع وملاكها كلها الهدى
، فمن اهتدى يقبل عمله وصعد إلى الملكوت متقبلا " وَاللَّهُ يَهْدِي مَنْ
يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ).[1]
يا بن جندب إن أحببت أن تجاور الجليل في داره وتسكن
الفردوس في جواره فلتهن عليك الدنيا واجعل الموت نصب عينك . ولا تدخر شيئا لغد .
واعلم أن لك ما قدمت وعليك ما أخرت .
يا بن جندب من حرم نفسه كسبه فإنما يجمع لغيره . ومن
أطاع هواه فقد أطاع عدوه . من يثق بالله يكفه ما أهمه من أمر دنياه وآخرته ويحفظ
له ما غاب عنه .
وقد عجز من لم يعد لكل بلاء صبرا ولكل نعمة شكرا .
ولكل عسر يسرا . صبر نفسك عند كل بلية في ولد أو مال أو رزية، فإنما يقبض عاريته
ويأخذ هبته ليبلو فيهما صبرك وشكرك . وارجُ الله رجاء لا يجرّيك على معصيته وخَفْه
خوفًا لا يؤيسك من رحمته . ولا تغتر بقول الجاهل ولا بمدحه فتكبر وتجبر وتعجب
بعملك ، فإن أفضل العمل العبادة والتواضع . فلا تضيع مالك وتصلح مال غيرك ما خلفته
وراء ظهرك . واقنع بما قسمه الله لك . ولا تنظر إلا