responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : امام الاسلام جعفر بن محمد الصادق نویسنده : فوزي آل سيف    جلد : 1  صفحه : 44

وكان التسميم أحد الطرق الخفية والسهلة التي تحسم الأمر في الصراعات الداخلية بل الشخصية،[1]ولذا كان أكثر الخلفاء يتخلصون من أصحاب منافسيهم بهذه الطريقة، حتى وإن خدموا آباءهم بل وإن خدموهم في بعض الأوقات وتغيروا عليهم في أوقات أخر.. فالملك عقيم والصراع على السلطة لا يعرف رحِمًا ولا رحمة؛ ولا والدًا ولا ولدًا، ولا يفي لصديق.[2]

ولم يكن هؤلاء ينتظرون ضحيتهم أن يأتي إليهم حتى يسموه،[3]بل كانوا يرسلون السم من مكان لآخر تتبعًا لضحاياهم ، فهذا عيسى بن زيد بن علي السجاد، وقد قام بالنهضة بعد النفس الزكية ، قد جدّ المهدي العباسي - بحسب وصيّة أبيه المنصور- في طلبه وتتبع أخباره حتى بعث إليه من ‌سمّه ‌فمات في سواد الكوفة وعمره 45 سنة.[4]


[1] ) كما ذكر البلاذري: عن مروان بن الحكم ، "فإَنَّهُ كَانَ بينه وبين خَالِد بن يزيد كَلام فقال له مروان: يا بن الرطبة فَقَالَ خَالِد: والله لئن كَانَ أؤتمن فَمَا أدى الأمانة ولا أَحْسَن، ودخل عَلَى أمّه فَقَالَ لَهَا: مَا صنعتِ بي، قَالَ لي مروان على رؤوس النَّاس كَذَا، فَقَالَتْ: أما والله لا تسمع منه شَيْئًا تكرهه أبدًا فسقته شرابًا فيما يزعمون مسمومًا فلم يزل يضطرب حَتَّى مَاتَ». وهناك من يقول إنها وضعت على وجهه مخدة وهو نائم فاختنق. أنساب الأشراف 6/ 297

[2] ) مثاله ما ذكره الذهبي: عن الربيع بن يونس الذي ولي حجابة المنصور العباسي ، ثم ولي وزارته، وحجب لابنه المهدي العباسي لكنه مَاتَ سنة 170 هـ من عسل مسموم سقاه إياه ابن المهدي العباسي ؛ الخليفة الهادي! انظر تاريخ الإسلام 10/ 101

[3] ) كما فعل المنصور العباسي مع أبي الجهم الذي "وزَرَ للسفاح مدة ، فلما أفضت الخلافة إلى المنصور كان في نفسه منه أمور ، فسمه في سويق اللوز ، فلما أحس بالسم قام ليذهب فقال له المنصور : إلى أين ؟ قال : إلى حيث بعثتني"! كما نقله في الآداب السلطانية / 107

[4] ) أخبار فخ وخبر يحيى بن عبد الله وأخيه إدريس بن عبد الله ص31

نام کتاب : امام الاسلام جعفر بن محمد الصادق نویسنده : فوزي آل سيف    جلد : 1  صفحه : 44
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست