نام کتاب : امام الاسلام جعفر بن محمد الصادق نویسنده : فوزي آل سيف جلد : 1 صفحه : 43
وذكرنا هناك ما خلاصته بأن تخلص الحاكمين ـ سواء في
زمان بني أمية أو بني العباس ـ من مخالفيهم بالسم كان الطريقة المفضلة والسهلة،
حيث أنها لا تترك آثارا واضحة للعامة[1]
بخلاف القتل بالسيف مثلا والتخلص منهم في المعارك كما كانت لا تحتاج إلى جهود
كبيرة أكثر من مقدار من المكر والخداع وقلة المراقبة لله تعالى، وهو متوفر غالبا
في هؤلاء الحكام.
بل يمكن لنا أن نفهم لماذا كان أكثر الأطباء المقربين
في بلاط الخلفاء والحكام الأمويين والعباسيين من النصارى واليهود؟[2]
[1] ) أسماء المغتالين من الأشراف في الجاهلية والإسلام، محمد بن حبيب
البغدادي، ١/ ١٥٧ وفد أبو هاشم بن محمد بن الحنفية إلى
سليمان بن عبد الملك ، ومعه عدة من الشيعة ، وكان من أشدّ أهل زمانه عارضة وأبينهم
بيانا ، فلما كلّمه سليمان عجب منه وقال : ما كلّمت قرشيّا قط يشبه هذا ، ما أظنه
إلا الذي كنا نحدّث عنه ، وأحسن جائزته وجوائز من معه ، وقضى حوائجه وحوائجهم ، ثم
شخص يريد فلسطين فبعث سليمان قوما إلى بلاد لخم وجذام ، فضربوا أبنية ، بين كل
بناءين ميل وأكثر من ميل ، ومعهم اللبن المسموم ، فلما مرّ بهم أبو هاشم وهو على
بغلة له قالوا : يا أبا عبد اللّه هل لك في الشراب ؟ فقال : جزيتم خيرا .
ثم
مرّ بآخرين فعزموا عليه ففعل ذلك مرارا حتى مرّ بقوم أيضا فعزموا عليه ، فقال :
هلمّوا . فلما شرب ، واستقر في جوفه اللبن قال : يا هؤلاء أنا واللّه ميت ،
فانظروا إلى هؤلاء القوم من هم ؟ فنظروا فإذا القوم قد قوّضوا أبنيتهم وذهبوا.
[2] ) قال ابن ابي أصيبعة في عيون الأنباء في طبقات الأطباء/171:
متحدثا عن : «ابْن أَثَال كَانَ طَبِيبا مُتَقَدما من الْأَطِبَّاء
المتميزين فِي دمشق نَصْرَانِيّ الْمَذْهَب وَلما ملك مُعَاوِيَة بن أبي سُفْيَان
دمشق اصطفاه لنَفسِهِ وَأحسن إِلَيْهِ وَكَانَ كثير الافتقاد لَهُ والاعتقاد فِيهِ
والمحادثة مَعَه لَيْلًا وَنَهَارًا وَكَانَ ابْن أَثَال خَبِيرا بالأدوية المفردة
والمركبة وقواها وَمَا مِنْهَا سموم قواتل وَكَانَ مُعَاوِيَة يقربهُ لذَلِك
كثيرا. وَمَات فِي أَيَّام مُعَاوِيَة جمَاعَة كَثِيرَة من أكَابِر النَّاس
والأمراء من الْمُسلمين بالسم.
وقصته
مع مالك الأشتر وسمه إياه، ثم الإمام الحسن السبط، ثم عبد الرحمن بن خالد بن
الوليد.. وهكذا.
نام کتاب : امام الاسلام جعفر بن محمد الصادق نویسنده : فوزي آل سيف جلد : 1 صفحه : 43