نام کتاب : اميرالمؤمنين الامام علي عليه السلام نویسنده : فوزي آل سيف جلد : 1 صفحه : 139
ونلحظ التشبيه البليغ للنبي صلى الله عليه وآله، في
أنهم شبه علاقتهم بالدين كعلاقة السهم الذي يمر ويمرق من الرمية من دون أن يلتصق
به. ونفس هذا التعبير استعمله الإمام عليه السلام.
ونستطيع أن نتأمل في بعض صفات المارقين التاريخية،
لنرى أنها قد تنطبق على فئات موجودة بين المسلمين وإن لم تسمَّ بالخوارج، ذلك أن
القضية ليست قضية تسميات، وإنما واقع الحال فمن الممكن أن نجد شخصًا ممن يصنف على
الخوارج ولكن فعله لا ينطبق عليهم ومن الممكن أن نجد آخر يتبرى من الخوارج ليلًا
ونهارًا ولكنه يحمل نفس الفكر والطريقة.
فمن صفاتهم كثرة العبادة الظاهرية: فهم يحرصون كثيرا
على حفظ القرآن، وترديد الأذكار، والإكثار من ركعات الصلاة، ولكن كل ذلك يبقى في
صورته الظاهرية وشكله الخارجي، فلا تفكر فيها، ولا تدبر في أهدافها وغاياتها، ولا
تكامل بينها وبين سائر نواحي حياة هذا المتعبد.. وربما يكون الحديث (ألا لا خير في
عبادة ليس فيها تفكر) ناظرا إلى هذه العبادة المغرقة في الأشكال والاعداد
والمظاهر. وينافسون غيرهم بها، حتى " إنكم لتحقرون صلاتكم إلى صلاتهم".
ومن صفاتهم : عدم التعقل والاكتفاء بظواهر الأمور: هم
نام کتاب : اميرالمؤمنين الامام علي عليه السلام نویسنده : فوزي آل سيف جلد : 1 صفحه : 139