ولذلك لا مانع عند هؤلاء المتنسكين أن يسلوا السيوف
على إمام أهل الأرض ونفْس رسول الله قائلين: إن لم تجب إلى حكم الله ملنا عليك
بسيوفنا! وعندما يجيبهم الإمام بأنه أعرف بمعاوية وابن العاص منهم لأنه صحبهم
صغارا وعرفهم كبارا، وأنهم لا يريدون حكم الله ولا تحكيم القرآن، لم يلق منهم غير
الإعراض عن هذا الكلام والتهديد بالقتل! [2]
والعجيب منهم أنهم عندما استيقظوا من نومتهم تلك، على
سخرية ابن العاص منهم ومن مرشحهم الذي فرضوه على الإمام، وقبله الإمام مرغما لدرء
الفتنة، عندما أفاقوا وعرفوا الخديعة ألقوا باللائمة على أمير المؤمنين وقالوا له
لقد كفرت بقبول ذلك التحكيم، فلا بد أن تنقضه وإلا فأنت كافر! فاشهد على نفسك
بالكفر أمام الناس وتبْ منه علانية حتى نعذرك!