ولادته في الكعبة إلى فتح بابه على المسجد النبوي دون سائر الأبواب (فالأمران داخلان في تطهيرهم من الرجس) ومن تربية النبي له إلى مؤاخاته إلى تزويجه فاطمة بأمر الله، إلى وصايته، وولايته على الناس وأنه أولى بهم من أنفسهم كما كان رسول الله.. كلها تسير في مسار منسجم وطبيعي.

2 / ولادته في الكعبة

ولد علي بن أبي طالب بن عبد المطلب: في الثالث عشر من شهر رجب سنة ٣٠ بعد عام الفيل وتصادف السنة (العاشرة) قبل بعثة النبي صلى الله عليه وآله. وكان ذلك الميلاد المبارك في داخل الكعبة المشرفة في حادثة لم تُسبَق ولم تُلحَق في تاريخ البشر. إذ احتوت من الكرامات جهات متعددة نشير إليها فيما يأتي.

وقبل أن نأتي على أصل الحادثة ـ الكرامة، أشير بشكل سريع ـ على أمل التفصيل فيما بعد ـ إلى أن المناقب والفضائل التي تذكر لرسول الله أو للإمام علي أو سائر الأئمة، ليس المراد منها فقط بيان مجد هذا الرجل أو عظمة مقامه، وإنما بالإضافة إلى ذلك، بيان أنه حجة الله على خلقه وأن الله اختصه بما لم يمنحه سائر الخلق ومن الطبيعي بعدها أن لا يستنكر كونه نبيًّا ـ كما هو حال النبي المصطفى ـ أو وصيًّا كما هو حال علي المرتضى.