نام کتاب : اميرالمؤمنين الامام علي عليه السلام نویسنده : فوزي آل سيف جلد : 1 صفحه : 142
لكن عليًّا عليه السلام الذي اختصه العليُّ لإظهار
البرنامج الإصلاحي للدولة المسلمة كان حازمًا في القول: " إن لكم علينا أن لا
نبدأكم بقتال، وأن لا نقطع عنكم الفيء، وأن لا نمنعكم مساجد اللّه"[1] إن عشرة
بالمائة مما قام به الخوارج في الكوفة قبل الفعل العسكري، لو قام به معارض في بلد
مسلم لخُلّد في السجون! فكيف يتحدث الإمام عن حقوق معارضيه؟ لكنه عليٌّ وكفى!
ولو كانت الأمور تقف عند هذا لكان الوضع طبيعيا لدى
أمير المؤمنين، لكن الخوارج أخذوا بالعصيان المسلح فبدأوا يقطعون طريق الكوفة
ويعرضون الناس على امتحان الولاية والبراءة، فمن لم يتبرأ من علي بن أبي طالب ولم
يشهد عليه بالكفر، كانوا يقدمونه للقتل! فقتلوا عبد الله بن خباب بن الأرت ومعه
زوجته الحامل، فعرضوه على ذلك السؤال، وحين أجابهم بأنه لا يرى عليٌّ كافرا قتلوه
وبقروا بطن زوجته وطفله![2]
[1]) ابن
أبي شيبة: المصنف ٨/٧٤١ : عن كثير بن نمر قال : بينا أنا في الجمعة
وعلي بن أبي طالب على المنبر إذ جاء رجلٌ فقال : لا حكم إلا لله، ثم قام آخر فقال
: لا حكم إلا لله، ثم قاموا من نواحي المسجد يحكمون الله فأشار عليهم بيده : أجلسوا،
نعم لا حكم إلا لله، كلمة حق يبتغى بها باطل، حكم الله ينتظر فيكم، الآن لكم عندي ثلاث خلال ما كنتم معنا، لن
نمنعكم مساجد الله أن يذكر فيها اسمه، ولا نمنعكم فيئا ما كانت أيديكم مع أيدينا،
ولا نقاتلكم حتى تقاتلوا".
[2]) قال
الطبري في تاريخه 5/ 82 ـ ما خلاصته ـ : لما أقبلت الخارجة من البصرة حتى دنت من
النهروان رأى عصابةٌ منهم رجلاً يسوق بامرأة على حمار، فدعوه فانتهروه فأفزعوه
وقالوا له: من أنت؟ قال: أنا عبد الله بن خباب صاحب رسول الله، صلى الله عليه
وسلم، فقالوا له: أفزعناك؟ قال: نعم. قالوا: لا روع عليك، إلى أن يقول: قالوا: فما
تقول في علي قبل التحكيم. وبعده؟. قال: إنه أعلم بالله منكم وأشد توقياً على دينه
وأنفذ بصيرة. فقالوا: إنك تتبع الهوى وتوالي الرجال على أسمائها لا على أفعالها،
والله لنقتلنك قتلةً ما قتلناها أحداً.
فأخذوه
وكتفوه ثم أقبلوا به وبامرأته، وهي حبلى متم... فأضجعوه فذبحوه، فسال دمه في
الماء، وأقبلوا إلى المرأة فقالت: أنا امرأة ألا تتقون الله! فبقروا بطنها، وقتلوا
ثلاث نسوة من طيء، وقتلوا أم سنان الصيداوية.
نام کتاب : اميرالمؤمنين الامام علي عليه السلام نویسنده : فوزي آل سيف جلد : 1 صفحه : 142