وأما المسألة الثانية : هل كان لمعاوية وقادة الشام من دور في مقتل الإمام بنحوٍ من الأنحاء؟
فإنه قد ذهب إلى الجواب بالإيجاب بعض الباحثين؛ ومنهم الشيخ باقر شريف القرشي، فقد ذكر في كتابه : حياة الإمام الحسين عليه السلام[1]ما خلاصته :
"أنّ مؤامرة القتل لمْ تقتصر على الخوارج بل كان للحزب الاُموي ضلع كبير فيها ويدعم ذلك:
1 ـ أنّ أبا الأسود الدؤلي ألقى تبعة مقتل الإمام على بني اُميّة وذلك في رثائه الإمام عليه السّلام فقد جاء فيها :
ألا أبلغ معاويةَ بنَ حربٍ فلا قرّت عيونُ الشامتينا
أفي شهر الصيامِ فجعتمونا بخيرِ الناس طُرّاً أجمعينا
قتلتُمْ خيرَ مَنْ ركب المطايا ورحّلها ومَنْ ركب السفينا
ومِن الطبيعي أنّ أبا الأسود لمْ ينسب هذه الجريمة لمعاوية إلاّ بعد التأكد منها فقد كان الرجل متحرّجاً أشدّ التحرّج فيما يقول.
2 ـ أنّ القاضي نعمان المصري وهو مِن المؤرّخين القُدامى قال ما نصه : وقيل : إنّ معاوية عامَلَه ـ أي عامل ابن ملجم ـ على
[1]) القرشي؛ باقر شريف : حياة الامام الحسين 2/104-106.